ما هي أوقات الذكر؟ وما هي أحسن أوقات الذكر؟
أحسن أوقات الذكر المطلق من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد العصر إلى غروب الشمس قال تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم:17 - 18] بالغدو والآصال، قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، هذه أحسن أوقات الذكر.
وكان عليه الصلاة والسلام يذكر ربه من بعد الفجر إلى طلوع الشمس، وفي حديث حسنه بعض أهل العلم وبعضهم يصححه، وبعضهم يضعفه: {من صلى الفجر في جماعة ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كان كعدل حجة وعمرة تامة تامة تامة} والأقرب أنه حديث حسن، وكان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك.
يقولون: كان ابن تيمية يجلس في مصلاه يذكر الله حتى يرتفع النهار، فيقول: هذه غدوتي ولو لم أتغد لسقطت قواي، فهذه من أحسن أوقات الذكر من بعد الفجر إلى طلوع الشمس، وهو وقت تفتح القلوب، وتفتح الأزهار، وتغريد الأطيار، وهطول البركات من الواحد الغفار، وهو وقت تنزل الأرزاق والفتوحات الربانية من الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فعليك أن تكون في هذه الساعة من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.
وبعد العصر إلى غروب الشمس، أو بعد الغروب بسويعات أو بساعة أو بنصف ساعة أو ما يشابهها ترفع كفيك، خاصة وأنك في هذه الأيام صائم، هنيئاً لك الصوم، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {للصائم دعوة لا ترد} وأنت منكسر البال، ومنكسر البطن بالجوع، ومنكسر الإرادة ترفع كفيك إلى الله عز وجل تدعوه يجيب الله دعوتك.
والثلاثة الذين يجيب الله دعوتهم لا شك في ذلك كما في حديث أبي داود: {المظلوم، والوالد، والصائم} فكن من الذاكرين الله كثيراً والداعين خاصة قبل الإفطار، فإن لك دعوة مستجابة يجيب الله دعوتك فيها؛ فاغتنمها حفظك الله.