لكل ذكر مناسبة، فمن عبوديتك لله؛ أن تقوم بهذا الذكر في هذه المناسبة، فمثلاً بعد الصلوات سن لك رسول الهدى عليه الصلاة والسلام ذكراً وهو تسبيح الله ثلاثاً وثلاثين، وتحميده ثلاثاً وثلاثين، وتكبيره ثلاثاً وثلاثين، والتهليل خاتمة المائة، وآية الكرسي، وقل هو الله أحد، والمعوذات، كذلك التهليل الوارد بعد الصلاة، وأنا لا أستقصي كل ذكر.
لكن أقول: ذكر المناسبة عليك أن تتقيد به، لا تأتي بذكر في غير موضعه، صحيح أنك تؤجر عليه، لكنه خلاف الأولى.
مثل: إنسان ترك التسبيح ثلاثاً وثلاثين بعد الصلاة، وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة، نقول: أنت مأجور، لكن خلاف الأولى، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يسبح في هذا الموضع فسبح أنت، ومن الأمر المسنون عنه عليه الصلاة والسلام قوله: {سبحان ربي العظيم في الركوع} فيأتي رجلٌ فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله في الركوع، أو لا إله إلا الله، هذا أمر آخر مقيد، وهذه عبادة، وكذلك في السجود والتحيات وبين السجدتين، فهذا ذكر المناسبات، منه ما هو واجب، ومنه ما هو سنة، ومنه ما هو الأولى أن تفعله، ففي الصلاة واجب ما ورد فيه فلا تتعداه، وفي غيرها هو الأولى والأحسن والأطيب وصعود الجبال وحمل الأثقال ذكرها: لا حول ولا قوة إلا بالله.
يقول أبو موسى والحديث في الصحيح: {كنا نصعد ثنية، وكان الناس يرفعون أصواتهم بالتكبير ويقول - أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه: وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فأتاني عليه الصلاة والسلام، وقال: يا عبد الله بن قيس! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال: لا حول ولا قوة إلا بالله} فلا حول ولا وقوة إلا بالله تناسب صعود الجبال، وحمل الأثقال، وكرب الأهوال.
ويناسب التفكر في آيات الله، وفي خلقك وبديع صنع الله؛ سبحان الله؛ لأنه للتسبيح وللتعجب من خلقه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
ويناسب ذكر المعصية والخطيئة والذنب؛ استغفر الله وأتوب إليه.
وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام: الصلاة والسلام عليه، صلى الله عليه وسلم دائماً وأبداً، إلى غير ذلك من المناسبات التي ذكرها معلم الخير عليه الصلاة والسلام.
والبدء بالطعام: بسم الله.
والرفع من الطعام: الحمد لله.
ودخول المسجد له ذكر والخروج من المسجد له ذكر وهكذا.