Q لي جار لا يصلي الفجر ولا العصر مع الجماعة, فنصحته, فأجاب بأنه ينام في هذين الوقتين، فما حكم ذلك؟
صلى الله عليه وسلم سبحان الله! اختار الفجر والعصر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {من صلى البردين دخل الجنة} والبردان: الفجر والعصر, وإنما سماهما صلى الله عليه وسلم "البردين" لأنهما يأتيان في وقت براد, واختار صلى الله عليه وسلم لهما جزاءً الجنة لأنهما في وقت مشقة, فإن العصر يأتي بعد العمل والكسب والكدح, والفجر يأتي بعد النوم, ولا يحافظ عليهما إلا مؤمن, يقول عليه الصلاة والسلام: {من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله} يعني: فقد أهله وماله, وكأنما احترق بيته بأهله وفقد ماله.
أما النوم فإنه عذر إذا وقع نادراً, وأما إذا صار عادة وتعمد ووضع في موضع الصلوات فليس بعذر لصاحبه, وهذا يدل على تفريطه, فما دام يعرف أنه سوف ينام عن الصلاة, وأن من عادته أن ينام عنها فهو مسيء, وصلاة الجماعة واجبة عند أهل العلم, دلَّ على ذلك أكثر من أربعة عشر دليلاً من الكتاب والسنة منها: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة:43] ومنها: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} [النساء:102] وهذا في صلاة الخوف ففي صلاة الحضر الجماعة أولى.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: {من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر} رواه ابن ماجة وأحمد والحاكم وصححه عبد الحق الإشبيلي وابن تيمية وهو حديث صحيح.
ومنها أن الرسول لم يرخص للأعمى وقال: {أتسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح؟ قال: نعم, قال: فأجب فإني لا أجد لك رخصة} فوصيتي لك يا أخي! يا من ينام عن الفجر والعصر! أن تتقي الله وأن تُعِدَّ للقاء الله, وأن تعلم أنه سوف يكون هنالك نوم طويل, إما في روضة من رياض الجنة، وإما في حفرة من حفر النار.
فما أطال النوم عمراً وما قصر في الأعمار طول السهر