مواصفات الزواج الإسلامي

السؤال الرابع: ما هي مواصفات الزواج الإسلامي؟

صلى الله عليه وسلم يكثر هذا السؤال بسبب أنه وجد هناك زواج ووجدت أمور دخلت في الزواجات منها الشرعة، ونقل بعض الثقات أنها بيعت بعض الشرع للنساء بخمسة وعشرين ألف ريال، وبعضها بعشرين، أو خمسة عشر ألف، وهناك منصة تجلس عليها المرأة كأنها تلقي محاضرة أو خطبة جمعة، وذلك في وقت الزواج، وهناك بدعة يدخل عليها الزوج والنساء معها إلا من رحم ربك، وبعض الناس يدخل الزوج وأقاربه في مقابلة مشكوفة وفي لقاء حار ساخن مع نساء العالمين، فيدخل ليرى زوجته وهي أمامه، فينظر إليها، وتنظر إليه (انظرونا نقتبس من نوركم) إنهم من نور رب العالمين إذا اتبعوا سنة سيد المرسلين وخاتم النبيين وخير الخلق أجمعين، وبعضهم يزيد الطين بلة، فيلقط له ولها صورة حية، وهي صورة ميتة، فقد أمات قلبه وأمات قلبها، وبعض السيئين يدخل بكاميرا من النساء أو من الرجال فيلقطون للعرائس صورة تذهب في المجالس والأندية فتكون فضيحة في الدنيا والآخرة، ولقد قال بعض الناس: فوجئ رجل من الرجال بصورته وصورة زوجته في مجلس من المجالس، فاكتشف أنها أخذت يوم الزواج.

والزواج الإسلامي هو الذي يؤسس على التقوى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:109] الدف للنساء جائز بشرط ألا يخالطهم رجل، والدف معناه الآلة التي تضرب من جانب واحد، فللنساء أن يضربن ويرقصن وينشدن نشيداً ولكن لا يجوز لهن أن يستدعين مغنياً فاجراً له عود وكمنجة وناي، مثل المغنين المتطورين المركبين، فهؤلاء من عملاء الشيطان، ولا مغنية ماجنة ومركبة ومتعلمة للغناء لا يجوز، ولا يجوز للرجل أن يدفع أجرة للدقاقين والدقاقات، والرقاصين والرقاصات، والمغنين والمغنيات؛ لأنهم يغضبون رب الأرض والسماوات، إذا وجد فلا بأس أن يفرح النساء، وينشدن نشيداً ويقمن برقص في مكان لا يراهن فيه رجل، فليس بذلك بأس، قال عليه الصلاة والسلام لـ عائشة: {هل معكم شيء من اللهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو}.

وصح في أحاديث أن النساء ضربن بالدف في عهده عليه الصلاة والسلام، وعند أبي داود: {أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف}.

لأن هناك من يتشدد وكأنه يريد أن يقوم الزواج فيخرجه كذلك، لكن لا ضرر ولا ضرار، لأن بعض الناس يريد أن يتباكى النساء في الزواج، لا.

حتى المحاضرات التي تعرض يوم الزواج يجب أن يكون فيها شيء من المرح، ما يأتي ويذكر لهم عذاب القبر وهم في زواج، فيتباكون، أو يذكر لهم حوادث السيارات، أو الخسف والنسف والإبادة، أو حرب لبنان أو الاشتباك في الفلبين، أو كيف قتل المسلمون في كل مكان.

قال أحد العلماء في خطبة: استدعوا رجلاً أبله أحمق من القراء يقرأ وقت الزواج، فقام فافتتح القراءة وهم في وقت فرح وزواج وقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة:229] فقام العريس صاحب الزواج فقال: يخرب بيتك، نحن الآن في زواج أو في طلاق، ولذلك كان من الحكمة أن يخاطب الناس بقدر ما يناسب حياتهم.

وخطيب مشهور سمعته يتكلم في محاضرة يقول: استدعوا مقرئاً عند الموت، فقال: كم الأجرة - وهذه من البدع والخزعبلات - قالوا: فلسين أو ثلاثة، وهذه الأجرة ما تساوي شيئاً للمقرئ وقد أتى من مسافة طويلة يريد مبلغاً من المال، فحضر وهو مكسوف البال غضبان على الميت وعلى أهل الميت، لكن مجبور أن يقرأ، فلما وصلوا إلى القبر قالوا: تفضل يا شيخ اقرأ وهم ما أعطوه إلا فلسات بسيطة فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ} [الحاقة:30 - 32] قالوا له: قاتلك الله مالك؟ قال هذه: بفلسين فلما أتوا بالجنيهات قرأ: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر:54 - 55].

والشاهد أن المحاضر أو الداعية إذا حضر لا بأس أن يدخل شيئاً من الأشعار والأخبار، ولا بأس أن يتمازح الناس في الزواج، ولكن لا يخرجون إلى المعصية.

ولا يكون الزواج إسلامياً إلا بأمور منها: تخفيف المهر، ومنها أن يرحب بالرجل الدين الذي يحب الله ورسوله، ومنها ألا يسرف في الأكل وألا يستحضر المغنين والمغنيات، ومنها أن تبطل العادات الجاهلية والخلطة وأمثالها التي ما أنزل الله بها من سلطان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015