الرد على المبتدعة بالتأليف

كتابة الرسائل المفيدة لكن بدون التجريح الشديد, بشرط أن تتصل بهم قبل أن تؤلف, وتكتب, وتحاورهم وتنصحهم فإن عادوا كان بها ونعمت، وإلا فألف مثلما ألفوا, واكتب مثلما كتبوا, ولكن بالأدلة, وبعض أهل السنة قد يخطئ؛ فيرد على المبتدع فيظلمه, فينسى مناقبه, أو يزيد من تضخيم الباطل أو البدعة التي ابتدعها فيضخم خطأه, وهذا لأن الإنسان ظلوم جهول, وبعض الرادين من أهل السنة قد يتشفى في رده, وقد يفتري عليه الأباطيل والكذب وهذا حرام, بل ردّ عليه بمنهج علمي، قال تعالى: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} [الأنعام:148] وقال: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [النمل:64].

والرد على المبتدعة يكون بذكره في المواعظ العامة, وهذا ليس من باب إثارة الخلاف, ولا من باب المحاربة إو إثارة النزعات والنعرات, ولا يخاف من هذا بل هو إسعاد للعباد والبلاد لأنه نشر للأمن والرخاء.

ويكون الرد أيضاً بالدروس والجلسات الخاصة حتى تنتشر وتشتهر السنة.

ولا ينجو -أيها الإخوة- إلا من كان على ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه, ووصيتي لنفسي ولكم بالدعوة إلى سبيل ربنا.

ومن أعظم وسائل الدعوة أن ننشر السنة, وأن نقضي على البدعة, وأن نكون سفراء خير ورسل حق إلى بلادنا, وأن ننقل إليهم السنة الصحيحة التي أتى بها رسول الهدى عليه الصلاة والسلام بالحكمة, ولكن من الآداب ألا ننازعهم أول الطريق, فإنك إذا دخلت مباشرة على أهل البدع ثم صدمتهم وسببتهم لا يستجيبون لك.

لكن أرى أن الحكمة أن تجادلهم بالتي هي أحسن، أو تأخذ من أتباعهم, ولا تذهب إلى الشيخ أو المسئول أو الرئيس، وإنما تبدأ بأعضائهم وأفرادهم واحداً واحداً حتى تفتت تجمعاتهم، وتضعف كيانهم، ثم تبدأ تدعو من منطق قوة بالتي هي أحسن.

وأرى ألا تبدأ بالمسائل الخلافية, وأرى أن تعرض إليهم المنهج السديد، وتقول: يا شيخ! ماذا ترى في هذا المنهج؟ فإنه سوف يسلم لك , وسوف يسمع أتباعه أنه سلم لك, فعلى ذلك أرشده إلى هذا المنهج السديد, ثم سوف يظهر للناس فيما بعد أن منهجهم كان خطأ.

نسأله سبحانه أن يتغدمنا وإياكم بواسع رحمته وفضله وبره وكرمه, ونطلب منكم أن تلحوا بالدعاء للمسلمين بالنصر والتأييد والتمكين في الأرض، ولأنفسكم ولإخواننا ولإخوانكم جميعاً، عسى الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يتجاوز عنا وعنكم سيئها.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015