شباب الصحوة همة عالية وطموح فياض، أتى الشاب ففكر في نفسه هل يبيع روحه وأيامه ولياليه بسهرة مع مجلة خليعة، أو فيديو مهدم، أو أغنية ماجنة، أو سيجارة، أو مخدرات، أو جلسة لاهية؟ لا.
الحياة أعظم.
هل يبيع حياته مع كأس وامرأة؟ لا.
الحياة أعظم، هل يبيع حياته سبهللاً؟ لا اهتمام لا تحصيل لا تثقيف ولا فقه في الدين؟ لا.
الحياة أعظم {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون:115 - 116].
تصور إنساناً يجمع مائة شريط غنائي في الجنس، وفيديو مهدم في بيته، ومجلات يتوسدها كمخلاة الشعير عند رأسه يقرأها صباح مساء أيُّ همة عنده؟! شاب لا يصلي الفجر في جماعة، أيُّ همة عنده؟! شاب لا يراود نفسه على حفظ القرآن والتزود من علم الكتاب والسنة والتحصن بالعلم (قال الله وقال رسوله) أي همة عنده؟! إنه قد جهل الأصل الخامس من أصول التربية التي علم الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه.
إنها علو الهمة.
همة عالية، قال الذهبي - وأنا أوردها والعهدة على الذهبي في ترجمة خالد وكلكم يعرف خالداً أبا سليمان سيف الله المسلول: أتي له بقارورة من سم قبل معركة اليرموك قبل اشتداد المعركة، فقال له الروم: إنكم تزعمون أنكم متوكلون على الله، فإن كنت صادقاً فاشرب هذه القارورة فإنها مملوءة سماً، قال: باسم الله، توكلت على الله، حسبي الله ونعم الوكيل، ثم فتح القارورة فشربها، فما أصابه شيء: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:173 - 174].