صحابي أتى زوجته في نهار رمضان

يأتي رجل فيقول -والحديث في الصحيحين -: {يا رسول الله! هلكت؟ قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على أهلي وأنا صائم، قال: أعتق رقبة، قال: ما أملك إلا رقبتي -وضوح وصراحة- قال: صم شهرين متتابعين، قال: وهل أوقعني فيما أوقعني إلا الصيام -يعني: ما استطعت أن أكمل يوماً حتى وقعت فأصوم شهرين- قال: أطعم ستين مسكيناً، قال: على أفقر مني -يعني: وأنا فقير لا أستطيع أن أطعم نفسي فكيف أطعم ستين- قال: اجلس، فجلس، فأتى مكتل من تمر، أو من طعام -الله أعلم به- فقال عليه الصلاة والسلام: خذه ووزعه على الفقراء في المدينة -أو كما قال- قال: على أفقر مني يا رسول الله؟ والله ما بين لابتيها رجل أفقر مني، قال: خذه وأطعمه أهلك}.

أليس وضوحاً وصراحة؟ لا مجاملة، لا استخذاء، لا معاكسة، لا تستر؛ إنما هو صدق واضح يوصله إلى رضوان الله عز وجل: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} [الأنعام:148].

رد عليه الصلاة والسلام أصحابه إلى أن يتكلموا بما في قلوبهم، وجعل من خالف قوله فعله منافقاً، والله أعلم بما في القلوب: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح:11] أما المؤمن فقلبه ولسانه سواء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015