عام الرمادة عام الجوع والقحط، كان في العام الثامن عشر من الهجرة حيث مر قحط على المسلمين حتى رأوا الدخان يفوح من الأرض، وحتى أكلوا الميتة، ولم يبق هناك نبتة خضراء، أكلوا أوراق الشجر حتى تشرمت أشداقهم، ولم يعد هناك ورقة شجر، فصعد على المنبر وهو يبكي يوم الجمعة، ويقول: يا رب! لا تعذب أمة محمد بسبب ذنوبي؟!
ذنوب عمر الزاهد المجاهد، قائم الليل، تالي كتاب الله، يجعل الذنب ذنبه، ونحن الآن إذا قلنا: نحن مذنبون، قالوا: لا الحمد الله نحن من أحسن الناس، ما أذنبنا، والله إنا لنصلي، وإنا مستقيمون على طاعته ولا نريد شيئاً، ويا ليت الناس مثلنا!
عمر يقول على المنبر وهو يبكي: [[اللهم لا تعذب أمة محمد بسبب ذنوبي، يارب! أتهلك أمة محمد في عهدي]] ثم يَبكي ويُبكي الناس.
ويقوم يخطب فيقرقر بطنه من الجوع، ما أصبح في بطنه شيء، فيقول: [[قرقر أو لا تقرقر؛ والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين]].