إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أيها الناس! هذه رسالة إلى فنان، يقول الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110] هذه الأمة كانت فيما مضى تُخرِّج للناس العلماء والزعماء، والشهداء، والأدباء، في حين كان الغرب يُخرِّج للناس قُطاع الطرق ومروجي الجرائم، ومهربي المخدرات، وسفكة الدماء، فتغير الحال، والحمد لله على كل حال.
أصبحت هذه الأمة تخرج الفنانين والفنانات، والمغنين والمغنيات، وأصبح الغرب يخرج المخترعين، والمكتشفين، والأطباء، والمهندسين، فماذا فعل الفن بنا؟ وماذا فعلنا مع الفن؟
أطل سهر العيون فكل نوم لغيرك أيها المولى حرام
وأسمعني حديث الوصل سبعاً رضيت لك السرى والناس ناموا
تغير الحال بهذه الأمة؛ فأصبحت في المؤخرة بعد أن كانت رائدة، وأصبحت في الحضيض بعد أن كانت في القمة، وأصبحت مقادة بعد أن كانت قائدة.
كم صرفتنا يد كنا نصرفها وبات يملكنا شعب ملكناه