قصائد متفرقة في المدح

Q فضيلة الشيخ، إني أحبك في الله حباً لا يعلمه إلا الله، وبما أن هذا الوقت لقاء مفتوح فأسمعنا من شعرك ما تنعش به النفوس، وجزاك الله خيراً.

صلى الله عليه وسلم أحبك الله الذي أحببتني فيه، وحشرنا وإياك والسامعين في روضة من رياض الجنة أما الشعر فهناك قصائد والذي وصل الآن أربع طلبات: وكلها والحمد لله في المشايخ، كأننا متخصصون في مدح المشايخ، ونسأل الله عز وجل أن يجعل هذا في ميزان الحسنات، وألا يجعل فيه رياءً ولا سمعة، وليسوا في حاجة إلى مدحي، لكن من باب أن يفهم الناس أنا نقدر العلماء وأهل العلم والفضل.

فعندنا الآن أربع قصائد في الشيخ ابن باز وابن عثيمين، وسياف وعن شهر رمضان، ونبدأ بالشيخ عبد العزيز بن باز وقد مر في مناسبات أن بعض الإخوة أخبرني أنه سوف يؤلف كتاباً يجمع فيه القصائد اسمه الممتاز في مدائح الشيخ عبد العزيز بن باز، قلت: حبذا لو أسميته نسيم الحجاز في الثناء على الشيخ عبد العزيز بن باز، وكلها سواء لكن بعضها يمتاز عن بعض، ولا بد من النسيم، حتى يكون هناك ثناء عاطر.

وأنا أستحسن قصيدة تقي الدين الهلالي؛ لأنها جميلة، وهو محدث كبير رحمه الله وأظنه هو قد وفد على الشيخ، وكان في الجامعة الإسلامية، وقال قصيدة تقارب ستين بيتاً، يقول فيها:

خليلي عوجا بي لنغتنم الأجرا على آل باز إنهم بالثنا أحرى

وزهدك في الدنيا لو ان ابن أدهم رآه رأى فيه المشقة والعسرا

إلى آخر القصيدة.

ويقول: المجذوب:

روى عنك أهل الفضل كل فضيلة فقلنا حديث الحب ضرب من الوهم

فلما تلاقينا وجدناك فوق ما سمعنا به في العلم والأدب الجم

فلما أر بازاً قط من قبل شيخنا يصيد فلا يؤذي المصيد ولا يدمي

وقصيدتي البازية قلت فيها:

قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي فقمت أنشد أشواقي وألطافي

لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا فهو الغفور لزلاتي وإسرافي

عفواً! لك الله! قد أحببت طلعتكم لأنها ذكرتني سير أسلافي

يا دمع، حسبك بخلاً لا تجود لمن أجرى الدموع كمثل الوابل السافي

يا شيخ يكفيك أن الناس قد شغلوا بالمغريات وأنت الثابت الوافي

أغراهم المال والدنيا تجاذبهم ما بين منتعل منهم ومن حافي

مجالس اللغو ذكراهم وروضتهم أكل اللحوم كأكل الأغطف العافي

وأنت جالست أهل العلم فانتظمت لك المعالي ولم تولع بإرجافَ

بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا الطل في إشراقه الضافي

تشفي بفتياك جهلاً مطبقاً وترى من دقة الفهم دراً غير أصداف

إلى آخر القصيدة.

ومنها:

أراك كالضوء تجري في محاجرنا فلا تراك عيون الأغلف الجافي

كالشدو تملك أشواقي وتأسرها بنغمة الوحي من طه ومن قاف

يكفي محياك أن القلب يعمره من حبكم والدي أضعاف أضعاف

أما الشيخ ابن عثيمين فقد زرناه قبل عشرة أيام في عنيزة في بيته، وجاءنا قبل ثلاثة أيام إلى أبها، يداً بيد، مثلاً بمثل، سواءٌ بسواء، زارنا ليفيدنا، وزرناه لنستفيد منه، المقصد أن البحر هذا الذي مدحت عليه الشيخ وأثنيت عليه هو بحر مسبوق، يقول علي رضي الله عنه على هذا البحر والقافية:

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الموت نبنيها

فاعمل لدار غداً رضوان خازنها والجار أحمد والرحمن بانيها

قصورها ذهب والمسك تربتها والزعفران حشيش نابت فيها

فقلت على هذا المنوال في الثناء على الشيخ:

دنياك تزهو ولا تدري بما فيها إياك إياك لا تأمن عواديها

تحلو الحياة لأجيال فتنعشهم ويدرك الموت أجيالاً فيفنيها

عارية المال قد ردت لصاحبها وأكنف البيت قد عادت لبانيها

والأينق العشر قد هضت أجنتها وثلة الورق قد ضجت بواكيها

يا رب نفسي كبت مما ألم بها فزكها يا كريم أنت هاديها

هامت إليك فلما أجهدت تعباً رنت إليك فحنت قبل حاديها

إن لم تجرني برشد منك في سفري فسوف أبقى ضليلاً في الفلا تيها

قل للرياح إذا هبت غواديها حي القصيم وعانق كل من فيها

واكتب على أرضهم بالدمع ملحمة من المحبة لا تنسى لياليها

أرضٌ بها العلم أو حاذق فطن يروي بكأس من العلياء أهليها

عقيدة رضعوها في فتوتهم صحت أسانديها والحق يرويها

ما شابها رأي سقراط وشيعته وما استقر ابن سينا في بواديها

ولـ ابن تيمية في أرضهم علم من الهداية يجري في روابيها

إذا بريدة بالأخيار قد فخرت يكفي عنيزة فخراً شيخ ناديها

محمد الصالح المحمود طائره البارع الفهم والدنيا يجافيها

له التحية في شعري أرتلها بمثل ما يرفع الأشواق مهديها

إلى آخر القصيدة.

وهذه قصيدة اسمها المدوية، أو الإسعاف في إتحاف سياف:

سياف في ناظريك النصر يبتسم وفي محياك نور الحق مرتسم

وفيك ثورة الإسلام مقدسة بها جراح بني الإسلام تلتئم

حطمت بالدم أصناماً محجلة وصافحت كفك العلياء وهي دم

ثأرت لله والدين الحنيف فلم يقم لثأرك طاغوت ولا صنم

على جبينك من سعد توقده وخالد في رؤى عينيك يقتحم

حلق إذا شئت فالأرواح طائرة فعن يمينك من عاهدت كلهم

وصغ من المهج البيضاء ملحمة يظل يقرؤها التاريخ والأمم

موتاً على صهوات البيد يعشقها أهل البسالة في عليائهم شمم

يا موت من تسهر اللذات فتنته حياته في الورى سيان والعدم

سياف خذ من فؤادي كل قافية تجري إليك على شوق وتستلم

قد صغتها أنت إسلاماً ومكرمة وفي سواك القوافي أشهرٌ حرم

كادت معاليك أن ترويك معجزة لكن تواضعك الأسمى لها كتم

كأن ما أنت كررت الألى ذهبوا هذا صلاح ومحمود ومعتصم

ورمضان له أربعة أبيات:

مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام يا حبيباً زارنا في كل عام

قد لقيناك بحب مفعم كل حب في سوى المولى حرام

فاغفر اللهم ربي ذنبنا ثم زدنا من عطاياك الجسام

لا تعاقبنا فقد عاقبنا قلق أسهرنا جنح الظلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015