واجبك نحو المنكرات في بيتك

Q فضيلة الشيخ حفظك الله! أنا شاب ممن هداه الله، ولكني أشكو من المنكرات التي في بيتي، فما هو واجبي نحوها؟

صلى الله عليه وسلم المنكرات ليست في بيتك فحسب، بل هي في كثير من البيوت، وكثير من المجتمعات، ومن المدن والقرى، ومشكلتنا ليست مشكلة قلة العلم، إنما مشكلتنا الكبرى قلة الدعوة، ودعوة الناس إلى لا إله إلا الله، وتفهيمهم وتعليمهم الناس، وقد سبق في بعض المناسبات القول: بأن هناك في المجتمعات من لا يحسن الفاتحة، وقد اشتغل كثير من الدعاة وطلبة العلم بالرسائل والتحقيق؛ وقد ضاعت الأمة.

فمسألة المنكرات ليست في بيتك فحسب، بل هي منتشرة ويرجع إلى فضل الله عز وجل ورحمته، ونحن نرجوه أن يغير الحال إلى الأحسن، ثم إلى جهود طلبة العلم والدعاة أن ينشروا دين الله عز وجل، وأن ينشروا الدعوة والفهم في الناس.

وأما المنكرات في بيتك فعليك أن تكون ذا أناة وصبر، فإن بعض الشر أهون من بعض، وحمل عدم الفهم بعض الشباب لما رأوا بعض المنكرات إلى عقوق الوالدين، فعق والديه من أجل بعض الأمور السهلة، فكان كما قيل:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلى مضرٌ كوضع السيف في موضع الندى

قد يكون في البيت غناء، لكن لا يحملك على ترك البيت، وعقوق والديك، وقطيعتهما لتغير هذا المنكر، فإن عقوق الوالدين من الكبائر، واستماع الغناء معصية، وعقوق الوالدين أعظم فأنا أدعوك إلى الصبر، وإلى الحكمة في الدعوة، والحكمة أن تلين لوالديك، وأن تدعو لهما في كل صلاة، وأن تدعو لهم بالرفق، علَّ الله أن يهديهما على يديك، فإن لم تستطع فعليك بالصبر على أذاهم أو على ما يأتيك منهم، فإن لم تستطع فإن المعاصي منها ما يقاطع عليها، كترك الصلاة، فعليك أن تقاطع أهلك إذا تركوا الصلاة، أما المعاصي فتناصحهم وتصبر حتى يفتح الله عز وجل قلوبهم لك، والله معك إذا أكثرت من الدعاء وكنت صادقاً مخلصاً وأنبت إليه سُبحَانَهُ وَتَعَالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015