السبب السابع: أنها سنة الله عز وجل، قال تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [الأحزاب:62] وقال تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر:43].
يقول ابن الوردي:
أين من شادوا وسادوا وبنوا هلك الكل فلم تغن القلل
كتب الموت على الناس فكم فل من جيش وأفنى من دول
حارت الأفكار في قدرة من قد هدانا سبلنا عز وجل
من الذي تولى وما عُزل، وحكم وما انتهى، واستذل وما ذل، وعلا وما أُخذ؟
سنة من سنن الله.
إن التجربة الإسلامية في التاريخ تثبت أنه حتى على الأجناس لا بد أن تطوف السنة الإلهية، قاد العرب فترة من التاريخ، فلما توجهوا إلى الموسيقى والبلوت والسهرة الخائبة أعطى الله قيادة الناس للأكراد، فأخذها صلاح الدين ونور الدين مرحلة من المراحل، فلما توجه الأكراد إلى حيص بيص وإلى الضياع وإلى ما لست أدري، أعطاها الله السلاجقة وكان منهم محمود بن سبكتكين وأمثاله، فلما تركوها سلمها الله للأتراك وأخذوها مرحلة، ثم ضاعت شذر مذر، وهي تنتظر الآن من يأخذها ليسلمها إلى عيسى عليه السلام.
من الأسباب ولعل هذا السبب الثامن وأنا كنت أسلفت في العناصر أنه السابع: