العلم لا يودع عند غير أهله

والفائدة الثانية: التنبيه على أن العلم لا يودع عند غير أهله، بل يعلم به أهله، لأن عمر رضي الله عنه وأرضاه أراد أن يتكلم في الحجاج، والحجاج فيهم الأعراب، وفيهم الرعاع وفيهم الذين لا يفقهون شيئاً، وفيهم المنافقون، فأرشده عبد الرحمن بن عوف وقال: هؤلاء يطيرون بكلامك كل مكان، ولكن إذا عدت إلى دار الهجرة في المدينة فتكلم إليهم فإنهم أعقل وأفهم، فمن هذا يؤخذ أنه لا يتكلم بالعلم إلا عند من يستحق، وإذا أعرض عنك الناس ولم يريدوا، فلا تقلدهم علمك ولا تذل نفسك.

ولذلك في مستدرك الحاكم بسند فيه كلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال الشوكاني في أدب الطلب ومنتهى الأرب: {إن الذي يلقن الحكمة غير مستحقها، كالذي يقلد الدر الخنازير}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015