Q المطلوب التوازن في حياة المسلم، كيف يتحقق هذا التوازن في حياة المسلم؟
صلى الله عليه وسلم نحن أمة التوازن والعموم والشمول والوسطية، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} [البقرة:143] يقول سيد قطب ذلك العالم العبقري المفكر رحمه الله: أمة وسط في المعتقد، فلا نغلو في الأنبياء غلو النصارى، ولا نجفو الأنبياء كما جفاهم اليهود، أمة وسط في الحب والجمال، فلا ننكر الحب ولا ننكر الجمال، ولا نسحق الحب ولا نسحق الجمال، ولا نعبد الحب ولا نعبد الجمال في الطرف الآخر، لكننا نجعل الجمال ونتفكر به جمالاً حلالاً مباحاً يوصلنا إلى رضوان الله، أمة وسط في الأدب، فلسنا بالأمة التي همها الموسيقى ترقص عليها وهي رسالة لها، وليست بالأمة كذلك التي تجفو وتتجانب، بل أمة تبتسم للدعابة، أمة قريبة من القلوب، أمة ذات بشاشة.
التوازن في حياتك كفرد لابد أن تعرف هذا، ولا يعرفك هذا مثل القرآن والسنة النبوية، أكبر من عرف التوازن بل أكبر من عرف الإصلاح في العالم هو محمد عليه الصلاة والسلام، تقرأ القرآن فتعرف التوازن.
فتتزن في عبادتك، فلا تكون كالعابد الراهب في صومعة، تتخلص من الحياة وتفر من مشاكل الأسرة، ثم تحرم جسمك حقوقه المباحة، فتذهب هناك لتكون من الذين قال الله فيهم: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد:27] ولا تفعل كما فعل اليهود، يتركون تربية الروح ويتركون القرآن والقيم، وينغمسون على رءوسهم في الشهوات يوم قال الله فيهم: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة:13] وأحسن حديث في هذا الجانب قوله صلى الله عليه وسلم: {إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولعينك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولضيفك عليك حقاً، فأعط كل ذي حقٍ حقه}.