مركب الإلحاد هو الذي أوجد في أوساطنا قوماً يتكلمون بالإلحاد، أحدهم يستهزئ بالدين ويقول يوم أن نسي الله وموعوده ولقاءه والعرض عليه، يقول لأحد السلاطين البشر الحشرات الذين لا يملكون ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، وهو شاعر اسمه ابن هانئ الأندلسي، يقول لأحد السلاطين:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
سبحان الله! تعالى الله عما يقول ذاك المجرم علواً كبيراً، وعندما قال هذه الكلمة ابتلاه الله بمرض عضال على فراشه، حتى صار ينبح كما ينبح الكلب ويقول في بيتين حزينين:
أبعين مفتقر إليك نظرت لي فأهنتني وقذفتني من حالقِ
لست الملوم أنا الملوم لأنني علقت آمالي بغير الخالق
وأحد المجرمين الآخرين استقبل في دمشق وحمل على الأكتاف، وهو بشارة الخوري، لما نزل في مطار دمشق استقبلته القومية العربية وصفقت له، فكان أول قصيدة ألقاها أن استهزأ بالإسلام، يقول:
هبوا لي ديناً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين برهم
بلادك قدمها على كل ملة ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم
لعن الله الخبث والتخلف والفكر العفن، يقول: أعطوني ديناً ليحكمنا بدون إسلام إذا كان الإسلام يفرق بيننا، لكن أراه الله في الدنيا والآخرة {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ} [فصلت:16].
ورجل آخر وهو إيليا أبو ماضي، لما نسي الله ونسي موعوده ولقاءه، قال في أبيات له:
جئت لا أعلم من أين! ولكني أتيت!!
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت!!
وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت!!
كيف جئت كيف أبصرت طريقي لست أدري!!
ولماذا لست أدري؟!! لست أدري!!
سبحان الله! ما يدري والله تعالى يقول: {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان:1 - 3].
{يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ [الانفطار:6 - 8].
{يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ} [الانشقاق:6] {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن:7].
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس:78 - 79].
مركب الإلحاد وجد وانتشر بين الشبيبة، وأخذ من هنا يطعن في الإسلام، وهذه حرب ماسونية وزعتها الصهيونية العالمية، وتذيعها هيئة الإذاعة البريطانية، فهي حرب أن يوجد في المجتمع رجال دين ورجال آخرون ليس لهم دين ولا هم لهم، متطرفون والبقية وسط، فالمغني ليس متطرفاً، وشارب الخمر ليس متطرفاً، بل هو معتدل، والذي يطارد الحمام والدجاج ومهمته في جمع الطوابع والسباحة وركوب الحمير ليس متطرفاً، أما الذي يحمل أصالته وعمقه ومبادئه وحماية دينه ومقدساته فهو متطرف، عجيب! أهذا حكم؟! أهذه أصالة؟! هذه عمالة وجهالة وضلالة.
ولو أني بليت بهاشمي خئولته بنو عبد المدان
لهان علي ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني