فهذا الإمام الكبير الشافعي الذي نسأل الله له القبول بسبب إخلاصه، يقول: يا ليت أن الناس يستفيدون من علمي وأني في شعب من شعاب مكة لا يعرفني الناس، وبلغ من خشيته وتواضعه وخلقه أن قال: والله ما جادلت أحداً من المسلمين إلا وددت أن ينتصر وأن يغلبني -أكون أنا المغلوب- وكان يأخذ المصحف ويبكي من بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، حضرته سكرات الموت وكان شاعراً مجيداً فقال:
فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا ربي لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ثم فاضت روحه.