ومنها أن العبد لا ينفق في الطيبات إسرافاً، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف:20] وفي سيرة جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه أنه اشترى لأهله لحماً من السوق، وذلك مرة في الأسبوع.
فما بالك بالأسر التي تعيش كل يوم على لحم، وبعض الناس لا يجدون اللحم في السنة مرة.
عمر كان يعيش عيشة متقشفة، وهو خليفة يحكم اثنتين وعشرين دولة من طنجة إلى السند، ومع ذلك يبل الشعير في الزيت ويأكله، ويقرقر بطنه، ويشكو الجوع، ويخور ويبكي فقال لبطنه: [[قرقر أو لا تقرقر، والله! لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين]] فهذا عمر.
فخرج عمر إلى السوق، فلقيه جابر، وجابر قد اشترى لحماً، فخاف من عمر -انظر الرعية يشترون من أموالهم- فجعل اللحم تحت إبطه قال عمر: ما هذا؟ وكان عمر رضي الله عنه وأرضاه بازاً قارحاً ذكياً داهيةً كما قال ابن عباس، قال: لحم اشتهيته فاشتريته، قال: أكلما اشتهيت اشتريت؟! والذي نفسي بيده! إني لأعلمكم بأحسن الأكل وأطايب الطعام، ولكني أخشى أن أقدم على الله يوم القيامة فيقال لي: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف:20].
لما اشتهت زوجه الحلوى فقال لها من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها بفضل ربك حصناً من أعاديها
هذا شيء.