كان هذا القرآن دعوة لكل من في الأرض، ولكن المهتدين قليل، يقول سبحانه: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس:25] فالدعوة عامة لكل مخلوق، لكن الهداية خاصة، قال تعالى: {وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس:25] صراطاً مستقيماً غير ذي عوج، فلا يهدي الله عز وجل إلا من شاء سُبحَانَهُ وَتَعَالى ومن أحب، وما كل من دعي سوف يهتدي، لكننا نقيم الحجة على الناس، ونسمعهم كلام رب الناس، ونخبرهم بسنة سيد الناس عليه الصلاة والسلام كما أمر الله بنيه فقال: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [يونس:108] {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت:46].