Q فضيلة الشيخ! يرى بعض طلبة العلم أن بعض المادة العلمية تكرر سواء أكانت في الخطب أم المحاضرات أم الدروس التي تلقيها فماذا تقول؟
صلى الله عليه وسلم أقول: أما مبدأ التكرار فليس بعيب؛ فالقرآن كرر كثيراً من القصص، فهذه قصة موسى عرضت في القرآن طولاً وقصراً ما يقارب ثلاثاً وعشرين مرة، ونحن معنا مادة وهي موجودة لا يزاد فيها ولا ينقص القرآن والسنة، إذا بدأنا من الفاتحة انتهينا إلى الناس ثم نعود من الفاتحة وهكذا، وهذه قضيتنا ودائماً هذه رسالتنا حتى يعرفها الناس، وقضية أن المتكلم أو الداعية يأتي كل يوم بشيء جديد، فهذا ليس بوارد، لابد أن يجدد مادته، وأن يأتي من الكتاب والسنة بالجديد الذي ما سمعه الناس إلا قليلاً، لكن أن يستهدف كل وقت؟
هذا متعسر وليس الداعية فنان يأتي كل يوم بأغنية أو مسرحية، أو يأتي بفرقة تغير أصواتها، هو دائماً داعية يضرب على نقاط وعلى مسائل لا بد أن يكررها حتى يعيها الناس، وهل عمل الناس بالمسائل التي قلناها حتى نأتي لهم بجديد؟
وهل نحن هواة نقل كلمة، إنما نريد هذه القضايا أن تنفذ؟
وأنا أقول -ولو قال الإخوة أنه تكرار- ليس تكرارً مطلقاً، صحيح أن القصة ممكن تتكرر في خمسة أشرطة وفي عشر محاضرات وفي عشرين لكنها تعرض بقوالب وفي أساليب، مرة طولاً ومرة قصراً، مرة بأسلوب علمي، ومرة بأسلوب وعظي، ومرة بأسلوب أدبي ومرة مناقشة فهذا ليس كذاك.
وقال الأول:
قالوا: تكرر قلت: أحلى علماً من الأرواح أغلى
فإذا ذكرت محمداً قال الملا أهلاً وسهلاً
وقال الثاني:
كرر العلم يا كريم المحيا وتدبره فالمكرر أحلى
فأنا أحاول الآن الاقتصار في بعض المحاضرات، وإعادة بعض المحاضرات القديمة بنفس المادة لكن بأسلوب آخر.