ونحن وسط في العمل والإيمان، فلسنا بـ المرجئة الذين أبطئوا العمل، وقالوا: الإيمان قول واعتقاد فحسب، فالمصلي والتارك مؤمنين سيان، وهذا خطأ، ولسنا بـ الخوارج الذين كفَّروا الناس بالذنوب، وأخرجوهم بالكبائر من دائرة الإسلام، بل نقول: من شهد أن لا إله إلا الله، وقام بمقتضاها، فهو مؤمن ولو ارتكب الكبائر، لكنه يجازى ويعاقب على هذه الكبائر، فنحن أمة الوسط.
ووسط كذلك في أمورنا، وفي عبادتنا، وسط بين الكسالى في العبادة، وبين المتشددين المتعمقين الذي شقوا على أنفسهم، نؤدي الفرائض ونتحبب إلى الله بالنوافل على قاعدة: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286] {إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيكتم عن شيء فاجتنبوه} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
عباد الله: الوسط يدخل في تعامل العبد في علاقاته، وتحصيله، وقراءاته، وزيارته، وعيشه، ولباسه، وتناوله للأمور، وحديثه.
وهنا حديث لكنه ضعيف: {خير الأمور أواسطها} والخطابي يضبطها: أوساطها، هذا أو ذاك، فالوسط هو المطلوب.
قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} [البقرة:143].
عباد الله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].