المسألة العاشرة: من رؤي في المنام وعليه ثوب أبيض رأيت حبيبك وقريبك عليه ثوب أبيض، فما هو تأويل هذه الرؤيا؟ أقرب ما يكون أنه الخير -إن شاء الله- واليمن والبركة والسعود والأجر والثواب، فتبشر بذلك خيراً.
وجاء في حديث ذكره ابن حجر المكي: أن الرسول عليه الصلاة والسلام سئل عن ورقة بن نوفل فقال: {رأيت عليه ثياباً بيضاء ولو كان من أهل السوء لما رأيت عليه ثياباً بيضاء} فاستدل بهذا على أن الثياب البيض علامة الخير.
ولا نقول: إن من رؤي عليه ثياب سود أنها علامة السوء، لا.
نتوقف عند هذا، ولا يتسرع في تعبير الرؤيا والأحلام، يأتي واحد فيقول: رأيت عمي جالساً -قد مات- وهو يأكل ويشرب، ثم بكى بعد أن أكل وشرب، فما تأويل الرؤيا هذه؟ فيأتي أحد الناس ويقول: عمك -إن شاء الله- من العشرة المبشرين بالجنة، وأما علامة الأكل فهو {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة:24] وأما البكاء فهو البكاء من خشية الله.
كان شيوخ القمر يجتمعون في البصرة وفي الكوفة بعد صلاة العشاء، لا يقرءون ولا يبحثون ولا يتساءلون، بل ينظرون إلى القمر ويخططون، ويقولون: يموت فلان يوم كذا، ويموت فلان يوم كذا، ويحيا فلان يوم كذا.
فهؤلاء شيوخ القمر الذين يعبرون الرؤيا مثلما اتفقت.