الغناء الماجن والمسلسلات الخليعة

ومما أنوه به كذلك مسألة انتشار الغناء الماجن، الأغنية قد أحدثت في قلوب أمتنا وجيلنا رجالاً ونساء فسقاً وفجوراً، قال أهل العلم: "الغناء بريد الزنا" وما استمعه مسلم أو مسلمة إلا هتك دينه وضيع مستقبله وأظلم فؤاده وقسى قلبه، ولذلك كانت مصائب الغناء أربع:

أولاً: أنه يغضب المولى تبارك وتعالى.

ثانياً: أن القلب يقسو، فينصرف عن القرآن والحديث والسيرة، فلا يحب الوعظ ولا الدعوة.

ثالثاً: أن الله يحرم من سمع الغناء في الدنيا غناء الحور العين، فعند أحمد في المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن في الجنة جوار يغنين يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نبيد، طوبى لمن كنا له وكان لنا}.

يقول ابن عباس رضي الله عنهما: [[إذا اشتهى أهل الجنة الغناء أرسل الله ريحاً طيبة فهزت أغصان الجنة فسمع صوت ما سمع بصوت أحسن منه]] قال ابن القيم ينظم هذه المعاني:

قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان

فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالأوزان

يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان

إذا علم هذا فحذار حذار من الغناء فهو محرم قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان:6] ويقول عليه الصلاة والسلا: م {إني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين؛ صوت عند نعمة وصوت عند مصيبة} فحذار حذار من شريط الغناء، حذار حذار من المسرحية الآثمة، ومن المسلسل المجرم الذي هتك البيوت وهدمها وخرب القلوب، فما عادت تصلح لأن تعي لا إله إلا الله، وما عادت تصلح أن تحمل القرآن، وما عادت تصلح أن تسبح بحمد الله، وما عادت تصلح أن تتوجه إلى الله عز وجل، لأنها خربت والله من الغناء.

ويلحق بالغناء الموسيقى، ومهما تهتك متهتك أو تساهل متساهل فحكمها الحرمة في دين الله عز وجل في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك يدخل في هذا الباب الفيديو المهدم، وما أحدث من فساد عظيم وشر مستطير، فهو إنتاج صهيوني عالمي المقصود منه تهديم بلاد الإسلام، وتولى هذا الفيديو في أول ما ظهر شركة إيطالية، وهي التي تقدم كثيراً من الأفلام وتغذيها بالمال، ويقول اليهود: إنهم نجحوا في الفيديو أكثر مما نجحوا في المعركة.

نجحوا في خراب بيوتنا وأبنائنا وبناتنا بطريق الفيديو أكثر مما نجحوا بالطائرات والصواريخ، والدبابات والقنابل، يعرضون الجنس والخلاعة، ويعرضون المجون والكفر على شاشاته وفي مسلسلاته وأدواره، فإذا رأت المسلمة هذا المسلسل وهذه الشاشة أصبحت في بعد ومنأى عن الواحد الأحد.

وعليكم بإخراجه -فليس فيه صلاح- وعدم الإنصات له، وعدم ترك البيت مسرحاً لهذا الهدم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015