فحذار حذار من كثير من المجالس اللاتي يتخللهن الغيبة والنميمة، والزور والفحش، ولا تظن المسلمة بأنها بمغيب عن الواحد الأحد، قال تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة:7].
وأنا أعلم أن هناك -والحمد لله- نساء مستقيمات بدأن في مجالسهن بالدعوة، وقراءة القرآن وذكر الله، وقراءة السيرة والحديث النبوي، والكتاب والشريط الإسلامي، فإلى تلكم الأخوات أهدي باقة من الود والسلام والدعاء أن يثبتهن الله حتى يلقينه، يوم {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء} [إبراهيم:27].
نحن أمة حسننا وجمالنا في ديننا، ووالله -مما أعلم من حالة الرجال عموماً- أن جمال المرأة في دينها وفي استقامتها وفي سترها، حتى الفسقة من الرجال لا يريدون المتبرجة، ولا يريدون إلا المحتشمة؛ لأن السلعة المعروضة تنبذها النفوس، يقول العربي في قصيدة له:
إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كن الكلاب ولغن فيه
إن المرأة التي تعرض نفسها على الناس لا تشتهى ولا تراد ولا تحب، لأنها عصت الله وأغضبت المولى تبارك وتعالى، ثم هي لم تعد مرغوبة عند الناس لأنهم لا يريدون إلا دراً مكنوناً، ولا يريدون إلا بضاعة محفوظة مصونة كما أرادها الإسلام.