حقيقة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته

هذا الرسول عليه الصلاة والسلام يجب علينا أن نعيش معه عيشة الصادقين، لا عيشة أرباب الدنيا والأمم المتفلتة، يوم تقدس عظماءها، فإذا ماتوا لعنتهم، لكن نحن نعيش معه في أسماعنا وأبصارنا وحياتنا، يعيش معنا رحيماً قدوةً إماماً، حتى في أقل أعمالنا، وشعائرنا التعبدية نراه عليه الصلاة والسلام، نقلم الأظافر، فإذا هو القدوة، نعفي اللحى، نقصر الثياب، نقتدي به في أدب الحديث والمشي والكلام والزيارة، وأدب العيادة والدعاء، في كل ذلك يكون إمامنا هو محمد عليه الصلاة والسلام.

أيها الناس: باستطاعتنا أن نحيي محبته باتباعه، لا كما يفعل بعض الجهال، يوم أحيوا ذكره في الزوايا بالغلو والرقص والنشيد، ولكن أماتوا سيرته وسنته في الواقع، أحيوا حبه ولكن أماتوا سنته عليه الصلاة والسلام، يقولون عند القبر في المدينة، كما يقول أحدهم وعنده من الخرافة والشرك ما الله به عليم:

يا رسول الله يا من ذكره في نهار الحشر رمزاً ومقاما

فأقلني عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما

وهذا شرك وخرافة، لا يريدها الله ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، بل نحيي سيرته بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبنشر العلم في الناس، والصبر على الأذى، وبالوقوف في ساعة الردى، وبنشر الفضيلة، وقمع الرذيلة، وبنشر السنة في المجالس.

فهذه هي معالم محبته عليه الصلاة والسلام.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015