حكم الغناء وغيره من الآلات وعقاب المغني يوم القيامة

Q من الأمور التي ابتلي بها المسلمون وهي التي أزالت التقوى من القلوب هو الغناء، فنرجو منكم الإيضاح في حكمه، وغيره من اللهو، من الدف وغيره، وما الفرق بين الدف والطبل وما هو العقاب يوم القيامة للمغني والسامع لهذا الغناء، وهل هناك علاقة بين السماع للغناء وعدم الغيرة أي: الدياثة؟

صلى الله عليه وسلم الغناء من أكبر ما ابتليت به الأمة ومن أكبر ما عرضت الفاحشة في الأمة، وهو بريد الزنا كما يقول أهل العلم، ولا يقع الإنسان في الزنا حتى يأخذ هذه الوسائل، سماع الغناء الكثير، وكله رخيص، والغناء الماجن يحبب الفاحشة من الغزل والعشق وذكر الأحبة، وهم في الحقيقة أعداء، والله عز وجل ذكر هذه الجريمة في كتابه سبحانه فقال: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان:6] فاشتراء لهو الحديث قيل: هو الغناء، وقال: [[ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً عليه ومرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت البقل من المطر]] [[وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لأبنائه: إياكم والغناء فوالله ما استمع الغناء مسلم إلا وقد أركبه الفاحشة]] فهو الذي يدل على الفواحش.

وأكثر ما ابتليت به مجتمعاتنا من الفواحش الكبار هي بأسباب هذه الأمور والوسائل التي جذبتها وجرتها إلى تلك الحفر الرديئة نسأل الله العافية!

وفي صحيح البخاري عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ليكونن أقوامٌ من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف} قال أهل العلم: إنما قال يستحلون بعد التحريم، ومن المعازف العود والوتر والناي والطبل والدف وكل ما دخل في هذا، وإنما يباح الدف في صورة واحدة للنساء في الأعراس وأما الرجال فلا يباح لهم بحال، لا الطبل ولا الدف، وكيف يتقي الله سبحانه من يرقص قلبه على معصية الله عز وجل؟! والغناء حكمه التحريم، وهو الظاهر من كلام أهل العلم، فصاحبه آثم، وارتكب أمراً محرماً، وجزاؤه في الآخرة كما ورد في بعض الآثار أن يصب الله الآنك في أذنيه وهو الرصاص المذاب، وأن يحرمه الله غناء الحور العين في الجنة اللواتي ثبت في السنن وفي مسند أحمد: {إن هناك في الجنة الحور العين ينشدن ويقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نبأس، طوبى لمن كنا له وطوبى لمن كان لنا}.

قال ابن القيم رحمه الله في منظومته:

قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان

فتهز أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات في الأوزان

يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان

فمن آثار الغناء:

أولاً: أنه يضعف الإيمان أو يلاشيه إلى النهاية.

الأمر الثاني: أنه يحبب الفاحشة ويحبب الزنا، ويحبب الجريمة والبعد عن الله.

الأمر الثالث: أنه يصد عن ذكر الله عز وجل، فصاحب الغناء والمستمع له لا يذكر الله كثيراً، وإن ذكره فإنما هو ذكر المنافق، يقول الله عز وجل: {يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:142].

الأمر الرابع: أنه يفتر عن طاعة الله عز وجل، ويجعل أنكد الأمور وأثقلها على المستمع للغناء الصلاة، وتلاوة القرآن.

الأمر الخامس: أنه يشعب القلب، ويورث فيه الهموم والأحزان، ويبتليه بمرض العشق وداء الوله والغرام، الذي يصاب به المنكودون المحرومون، المخذولون من طاعة الله عز وجل، ومن التلذذ بذكره سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

الأمر السادس: أنه يحرم العبد لذة استماع الحور العين في الجنة.

الأمر السادس: أن الله يعاقب من استمع إلى الغناء في الدنيا بأن يصب في أذنه الآنك يوم القيامة، فنعوذ بالله من هذا الأمر، ونسأل الله أن يسلم الأمة وشبابها من هذه الجريمة إنه على كل شيء قدير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015