أيها الناس: يوم الجمعة أفضل الأيام عندنا أهل الإسلام، وهو عيد لنا وتاريخ، وله قصة من أعظم القصص، هذا اليوم الذي نعيشه في هذه اللحظات، خلق الله فيه آدم، وأدخله الله الجنة، وأخرجه فيه من الجنة، وفيه تقوم الساعة.
هذا اليوم وهذه الساعات، كانت هي موعد النزال بين موسى وفرعون، يوم الصراع العالمي بين الحق والباطل، يوم نزل موسى بلا إله إلا الله والعصا، ونزل فرعون بالدنيا، ودجاجلة وسحرة الدنيا: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحىً} [طه:59] ولكن ما هو الواجب علينا في هذا اليوم؟
إن مما يؤسف له أن كثيراً من الناس جعلوا هذا اليوم موسماً للنزهة، وفي طريقهم يضيعون صلاة الجمعة، فلا يحضرون الخطبة، ولا يأدون شعائر الصلاة، ولا يتهيئون لهذا الجمع العظيم، الذي هو من أعظم الأيام في أيام الله.
من الصباح الباكر والملائكة في أبواب المساجد، تسجل الأول فالأول، فإذا دخل الخطيب، طوت الصحف، وأنصتت لسماع الخطبة.
من الصباح والكائنات صائخة مصغية تنتظر الساعة، كما صح به الحديث.
العجماوات -الحيوانات-: الببغاوات الحيتان والأسماك الطيور والزواحف منتظرة قيام الساعة!
لكن هذا الإنسان، يوم يلهو ويلغو وينسى الله، يجعل هذا فسحة في عهده، فيخرج ويترك صلاة الجمعة.
وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على أن المسافر إذا حضر صلاة الجمعة في المدينة فإن عليه أن يحضرها في المسجد، فالمسافر -وهو في حال السفر- إذا نزل بمدينة تقام فيها الجمعة، فإن عليه وجوباً أن يحضر صلاة الجمعة ليستمع الخطبة، ويعيش مع المسلمين مشاعرهم وأحاسيسهم.