ومن صفاتهم السرور بمصائب أولياء الله والتنغص بمسراتهم، فهم يُسَرُّون إذا أصيب أهل الفضل والتقوى والدين والعلم والدعوة، ويضحكون ملء أفواههم، ولكنهم يتنغصون إذا سمعوا بخير ومسرة لهم: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ * قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة:50 - 52] فنحن على منهج رباني، إن عشنا فسعداء، وإن متنا فشهداء، وإن أصابتنا بلية فأجر ومثوبة ورفعة وحسن وحط من الخطايا، ولكن أنتم إن متم فكالميتة التي ما ذكيت، وإن عشتم فكقطيع من البهائم.
ولذلك يسر هؤلاء لمصائب المؤمنين والموحدين والمصلين الصادقين أيما سرور، ولكنهم يتنغصون بما يسرّهم.
فإما أن تكون أخي بصدق فأعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني
فإني لو تخالفني شمالي ببغض ما وصلت بها يميني
إذاً لقطعتها ولقلت بيني كذلك أجتوي من يجتويني