نشأة العلمانية

والعلمنة مذهب ونزعة فكرية نشأت في فرنسا مع الثورة الفرنسية عام (ألف وسبعمائة وتسعة وثمانين ميلادياً) وهذه الثورة استهدفت أول ما استهدفت الكنيسة.

وكانت الكنيسة آنذاك ظالمة آثمة عقيمة متخلفة تعادي العلم، فثاروا عليها، وقد اكتشفوا بعض الكشوفات، فقررت الكنيسة إحراق المكتشفين وشنقهم، وبدأت العلمنة تبني أصولها على فصل الدين عن الدولة حتى تصبح لا دينية؛ والعلم هو السيد، والإله الذي يعبد من دون الله.

وقالوا: إن الدين سبب التخلف؛ لأن الكنيسة منعتنا من الاكتشاف والعلم، وهي كلمة حق أريد بها باطل، لأنهم أجروا هذا القياس على كل دين حتى الإسلام، وقد أخطئوا في ذلك.

ومن أساتذة العلمنة في العالم دوركايم وفرويد ودارون -صاحب النظرية- وماركس صاحب المذكرة في المبدأ الاشتراكي الإلحادي الذي بنيت عليه سبع دول من الحلف الشرقي، وسار على منهجه سوهارتو ووسوكارنو وأبو رقيبة ومصطفى كمال أتاتورك وثلة كثيرة من العالم الإسلامي، فقد تبنوا الفكرة وأدخلوها إلى البلاد، ودخلت العلمنة في الجزائر بعد الثورة الجزائرية على المحتلين، وكان عبد الحميد بن باديس يريد أن تكون لا إله إلا الله و: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5] هي التي تسيس الأمة، ولكن أبى أحمد بن بلا المنافق الذي يدعي الآن أنه يعود إلى الإسلام ويتشبث بلا إله إلا الله، وقالوا عنه: إنه يحفظ القرآن في السجن، وكذب عدو الله! لو كان يحفظ القرآن لكان عرف نور القرآن.

ودخلت العلمنة في مصر على يد الخديوي إسماعيل وقد أساء كل الإساءة للمسلمين في مصر.

ودخلت في تركيا على يد الرجل الصنم أتاتورك، ثم قس على ذلك بقية البلاد، وعندنا الآن طابور سادس في بلادنا لهم مكانات، وهم يحملون الفكر الإلحادي، ومنهم من يحمل الفكر البعثي، ويجتمعون في أن الدين لا يصلح أن يقود الحياة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015