أيها المسلمون! اليوم بل كل يوم والأخبار تتوالى ووكالات الأنباء تتناقل ما حل بـ الشيوعية الملعونة الغبراء القبيحة، فقد دهست في الأرض، وطئت في التراب، ورغم أنفها في الطين.
الشيوعية عمرها اثنان وستون سنة وانهارت ولعنت وسحقت، والإسلام عمره ألفٌ وخمسمائة سنة وهو يزداد علواً ورفعة، والمستقبل له، الإسلام اليوم يطوي روسيا طي الليل للنهار، يدخل في كل بيت، دخل أوزبكستان بعد ولاية تركستان، ودخل إرمينيا بل دخل في قلب موسكو العاصمة، فهناك مركز إسلامي والخطب بدأت تلقى من على المنابر؛ لأن الإسلام حق؛ ولأنه يصل إلى القلوب.
وقد أتى هذا المجرم" جرباتشوف " فلعن الذين من قبله، {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا} [الأعراف:38] فأخرى هذه الأمم تلعن أولاها، يلعن استالين ولينين ويرمي باللائمة عليهم، وما معنى ذلك إلا شيء واحد: أن المستقبل لهذا الإسلام، مسلمون من أستراليا أتوا يحجون ويعتمرون، حجاجهم أكثر من ستة آلاف، وأناس من روسيا -رأيناهم والله يبكون يريدون الإسلام.
وانهارت ألمانيا الشرقية وتشوكوسلوفاكيا وأمثالها وأضرابها؛ لأنها ما وجدت في هذه الشيوعية اللعينة حلاً لها، فهل للعرب أن يتنبهوا؟ هل لليساريين العرب أعداء الله الذين فشلوا أربعين سنة في الانتصار لهذه الشيوعية في الأرض أن يتنبهوا؟ هل لهم أن يعلموا أنهم لن ينتصروا أبداً وأن القلوب لا ترغب في أطروحاتهم، وأن الشعوب قد انتهت من هذه الخزعبلات والكذبات ولا تريد إلا الإسلام؟ هل لليساريين أن يعرفوا تجربتهم في فلسطين يوم دخلوا بأعلام المطرقة والمنجل، بأعلام برجنيف فهزموا وسحقوا؟ والآن الإسلام يدخل فلسطين تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، الفلسطينيون يرفعون لا إله إلا الله ولسان حالهم يقول:
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
أمتي هل لك بين الأمم منبرٌ للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي حاسرٌ أسفاً من أمسك المنصرم
ألإسرائيل تعلو رايةٌ في حمى المهد وظل الحرم
أو ما كنتِ إذا البغي اعتدى موجةً من لهبٍ أو من دم
الآن أهل فلسطين يفعلون كما فعل الأفغان؛ لأن نسبتهم إلى خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي وطارق بن زياد، وعمر وسلمان وبلال، أما نسبتهم الخاطئة التي أتى بها جورج بوش وأمثاله من الملاعين إلى جرباتشوف وبرجنيف ولينين واستالين وكارل ماركس فهي لعينة طريدة لن تنجح، وارتقبوا سنوات، ماذا سوف يحل بالعالم من النور؟! وماذا سوف يعيش فيه من الأمن؟! لأن الناس جربوا الرأسمالية فإذا هي ملعونة سحيقة، وجربوا العلمانية فإذا هي بغيضة، وجربوا الشيوعية فإذا هي قبيحة، فعادوا إلى الإسلام {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} [الإسراء:81] {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} [الرعد:17].
ذهب بعض الناس ملحداً من بلاد الإسلام، فلما وصل إلى روسيا وجد دعاة الإسلام فعلموه الإسلام فرجع داعية.
سبحانك ما أجلك! وما أعظمك! نسألك أن تشرق بنور هذا الدين على الأرض، وأن تبلغه مبلغ الليل والنهار، فإنك حق، ودينك حق، ورسولك حق، والجنة حق، والنار حق، كل شيء أتى به القرآن والسنة حق، والشيوعية باطل والرأسمالية باطل، والعلمانية باطل، وكل من عارض الدين باطل.
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
أيها المسلمون! صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56] وقد قال صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً}.
اللهم صل على نبيك وحبيبك محمد، اللهم اعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، اللهم اجمع كلمة المسلمين، اللهم وحد صفوفهم، اللهم خذ بأيديهم لما تحبه وترضاه، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انصر المسلمين في أفغانستان وفي فلسطين، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم أنزل السكينة على قلوبهم، اللهم أيدهم بروح منك، اللهم اكتب لهم النصر يا رب العالمين.
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور، اللهم ثبتنا على الحق حتى نلقاك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.