ونحن نقف منه ثلاثة مواقف:
أولها: أن نقول له: كيف افتريت على الكتاب والسنة؟ أما أوردنا الآيات؟! أما أوردنا الأحاديث؟! أما ذكرنا كلام أهل العلم؟! فأين دليلك الذي يعارض دليلهم؟! ما هو دليلك الذي تبيح به الغناء؟
قال سبحانه: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ} [النحل:116].
ثانيها: أن نقول له: إن كتاب الله قد بين المحرمات وما أحل سبحانه، فإن الله قد فصل في الكتاب كل شيء، وقال سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء:7] فسألناهم كـ ابن عباس وجابر وابن عمر وعائشة، وجل الصحابة وعلماء التابعين، والفقهاء الأربعة، وابن تيمية وابن القيم وابن باز والألباني فقالوا بتحريمه، فأين العلماء إلا هؤلاء؟ أين نذهب؟ بتحليله إلا قوم ليس لهم دليل.
ثالثها: ألم ينظر هذا المفكر إلى ما حدث في المجتمع من فساد؟ ألم ينظر إلى ما طم من بلاء؟ ألم ينظر إلى المنكرات؟ ألم ينظر إلى الفجور؟ ألم ينظر إلى ما أحدثه الغناء؟ ألم ينظر نتائجه الوخيمة في المجتمعات؟ ألم ينظر إلى الفاحشة والتسيب؟
فتاة في السادسة عشرة وفي العشرين تكشف صدرها وذراعيها، وتمشط شعرها وتتجمل وتتطيب وتتمكيج، ثم تظهر أمام الجماهير وأمام الألوف المؤلفة، فتنقل في الشاشات، وعلى الصحف، وفي وجه المجلات بصوت رخيم، فتفتن القلوب وتعدم الأرواح، فلا إله إلا الله أي ذنب اقترفت!! وأي خطيئة ارتكبت!! وأي رب أغضبت!! وأي شرع خالفت!! نسأل الله أن يهدي هؤلاء، فما اجتمعنا إلا لنقول النصيحة، ولندعو لهم بظهر الغيب علَّ الله أن يسعدهم في الدنيا والآخرة.