ومن أشهرٍ قامت انتفاضة مباركة، يوم عق الآباء وتركوا الجهاد؛ خرج الأطفال يكبرون، خرجوا بالحجارة لا يملكون قنابل ولا طائرات ولا صواريخ.
خرجوا على الأعداء يلقون الحجر ويكبرون وفي حناجرهم عمر
كتبوا على الأرض السليبة بالدما إسلامنا يعلو ويهلك من كفر
فإذا الحجارة كالقنابل في الردى والطفل ليث في المعارك والخطر
أعلامهم رفعت وفي هالاتها الله أكبر كل أمر مستقر
وترى صلاح الدين بين صفوفهم حيَّت معاليه الحدائق والشجر
انتفاضة مباركة بدأت بالإسلام ولها نصر مؤزر بإذن الله، وقودها أطفال متوضئون خرجوا من المساجد فلم يجدوا إلا الحجارة، فقاتلوا بها، شهد العالم باستبسالهم، وحيا الإسلام شجاعتهم، وقال لهم الإيمان: حيا الله بكم أبطالاً، أنتم أبناء عمر وصلاح الدين، آباؤكم تركوا المسجد، وعقوا الرسالة، واشتغلوا بالدنيا، وتبايعوا بالعينة، تبعوا أذناب البقر، فهزمهم اليهود، فحيا الله بكم يا أطفال، أعيدوا ملحمة خالدة من ملاحم عمر، أو صلاح الدين.
اللهم فنصرك وتوفيقك وهدايتك لهذه الأمة، اللهم رد إلينا بيت المقدس والمسجد الأقصى، اللهم رد إلينا بلادنا فلسطين، اللهم إنا لما سلبنا إرادتنا، وظلمنا في العالم ولا ناصر لنا إلا أنت، اللهم فاملأ قلوبنا إيماناً، وبيوتنا يقيناً، وأفئدتنا نوراً، اللهم رد لنا مجدنا الخالد، اللهم إنا نسألك صلاة في ذاك المسجد تشفي بها عليلنا، وتروي بها غليلنا، وتوسع بها أرزاقنا، وتسهل بها همومنا، وتمسح بها على جراحنا.
اللهم انصرنا، اللهم انصر كل من جاهد لإعلاء كلمتك، اللهم ارفع علم الجهاد، واقمع أهل الكفر والزندقة والبغي والإلحاد، الذين يفسدون في البلاد، ويخربون بين العباد، يا رب الدنيا ويا رب الآخرة.