مقطوعات من الشعر في الزهد

Q أسمعني مقطوعة من الشعر عن الزهد في الدنيا فقد حيرتنا الدنيا.

صلى الله عليه وسلم تكلم الشعراء بكثرة في وصف الدنيا وذموها، وأنا أذكر بعض المقطوعات، يقول أبو العتاهية في جنازة المهدي الخليفة العباسي وقد خرجوا في جنازته، وكان هذا الخليفة شهير بـ ابن أبي جعفر المنصور، وخرج معه بناته في الجنازة، وخرج الناس والأمراء والوزراء والعلماء والجيش، وأخذوا يتباكون، ورأى بناته يلطمن خدودهن فقال أبو العتاهية:

نح على نفسك يا مسكيـ ـن إن كنت تنوح

سرن في الصباح معهن الحرير وعدن من البكاء والندم عليها المسوح

كل بطاح من الناس له يوم بطوح ستر الله بنا إن الخطايا لا تفوح

ويقول المتنبي في مقطوعة عامرة من أجمل قصائده:

أبني أبينا نحن أهل منازل أبداً غراب البين فيها ينعق

نبكي على الدنيا وما من معشر جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا

أين الجبابرة الأكاسرة الألى كنزوا الكنوز فلا بقينا ولا بقوا

من كل من ضاق الفضاء بجيشه حتى ثوى فحواه لحد ضيق

خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا أن الكلام لهم حلال مطلق

فالموت آت والنفوس نفائس والمستعز بما لديه الأحمق

ويقول الألبيري وهو شاعر من شعراء الأندلس -من أسبانيا - وهو من أشعر الشعراء:

ولم تخلق لتعمرها ولكن لتعبرها فجد لما خلقتا

وإن هدمت فزدها أنت هدماً وحسن أمر دينك ما استطعتا

وتطعمك الطعام وعن قليل ستأكل منك ما منها طعمتا

مشيت القهقرى وخبطت عشوى لعمرك لو وصلت لما رجعتا

تفر من الهجير وتتقيه فهلا من جهنم قد فررتا

وتشفق للمصر على الخطايا وترحمه ونفسك ما رحمتا

ويقول نبطي حكيم -واسمحوا لي أن أذكرها بالنبطية، ولو أن النبطي هذا يحارب العربية لكن نذكره لمن يفهم النبطي -:

لحى الله دنيا تتعب القلب والبصر إذا قلت طابت يخدش العود عودها

صحبنا بها الأخيار في الحضر والسفر فلما تصافينا بكتنا عهودها

بنينا بها بيتاً من الطين والحجر فدكت مبانيها وهزت نوردها

هذه بعض المقطوعات، والكلام له بقية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015