قال ابن عباس رضي الله عنهما كما في تفسير ابن جرير في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان:6] قال: [[هو الغناء]].
وقاله مجاهد، ومكحول علامة الشام، ومجاهد بن جبر -كما أسلفت- مفسر المسلمين، وميمون بن مهران العدل الثقة، وقاله الثوري زاهد التابعين، وقاله أبو حنيفة علامة العراق، وقال مالك: " لا يستمع الغناء ولا يغني عندنا إلا الفساق ".
، وقال الشافعي: خلفت بـ بغداد شيئاً أحدثته الزنادقة، يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن أو كما قال، وأفتى الإمام أحمد بتحريمه وحذر منه، وتبعه أصحابه، وصنف في ذلك أبو الطيب الطبري رسالةً، وكذلك كثير من العلماء ألفوا فيه رسائل.
قال ابن مسعود فيما صح عنه وبعضهم يرفعه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام: [[الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت البقل من المطر]] وقال عقبة بن نافع لأبنائه وقد تقدم نحوه: " إياكم والغناء فما استمعه عبد إلا وقع في الفاحشة "، وقال عمر بن عبد العزيز لأبنائه: [[أُحذركم الغناء، فما استمعه عبد إلا أنساه الله كتابه]] أي: القرآن.
وابن مسعود في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان:6] يقول: [[والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء]] ونقل الآجري العالم الكبير المحدث إجماع أهل العلم بتحريم الغناء، وهو قول الليث بن سعد وعلماء مصر، وعلماء الكوفة، وأفتى به حماد وأبو عبيد، وإسحاق بن راهويه، وإبراهيم النخعي، وغيرهم كثير.