{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ} [الكهف:18] عيونهم مفتحة، قال أهل التفسير: لئلا يأكلها الدود.
سبحانك يا رب! ثلاثمائة وتسع سنوات ما أغلقت عيونهم! كانت مفتحة حية تدور، لكن بلا نور: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف:18] لئلا تأكلهم الأرضة في الأرض، ولئلا تبلى أجسادهم {وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} [الكهف:18] عند الباب، انظر إلى المشهد وإلى الصورة والروعة في الإبداع!!
{وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف:18] ولم تنم عيونهم كما ينام الذئب:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع
{وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً} [الكهف:18] لا يقترب منهم مقترب، فقد أخفى الله خبرهم عن الناس، كلما أتى راعي غنم فقرب من الغار؛ صرفه الله، وكلما أتى رجل من آبائهم أو إخوانهم يبحث عنهم؛ صرفه الله كما فعل سُبحَانَهُ وَتَعَالَى برسول البشرية وهادي الإنسانية وهو مع الصديق الأكبر سيد الأولياء أبي بكر في الغار.
قال أهل العلم: قصة غارنا أعظم من قصة غارهم، وأصحابنا الذين في الغار أعظم من الأصحاب أولئك؛ لأن الله عز وجل حفظهم، فقصة غارنا أعظم وأعجب.
{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة:40].