محاسبة الداعية لنفسه

على الداعية أن يحاسب نفسه محاكماً في ذلك قوله، فيستمع قوله إذا قال، ويحاسب عمله، هل هو يعمل بما قال؟ وهل هو يطبق ما اقترح؟ حتى يكون قريباً، ثم يسأل ربه العون والسداد، وعليه أن يبتهل إلى الله في أول كل كلمة، وأول كل درس، ويسأل الله عز وجل أن يسدده، وأن يفتح عليه، وأن يهديه، ومما يؤثر في ذلك كما ورد في الحديث {اللهم بك أصول، وبك أجول، وبك أحاول} وكان كثير من العلماء إذا أرادوا أن يدرسوا الناس سألوا الله بهذا الدعاء، وبعضهم كان يقول: اللهم اهدني وسددني، وبعضهم يقول: اللهم افتح عليّ من فتوحاتك، وبعضهم يقول: اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فأهلك، فإن الإنسان لو بقي إلى رشده أو إلى صوته أو إلى ذاكرته وقدراته، لتقطعت به السبل، فليس لنا معين إلا الله، فالداعي إذا أراد أن يصعد المنبر، وأن يمتطي المنبر عليه أن يبتهل إلى الله أن يسدد كلماته، وعباراته وأن يهديه سواء السبيل، وأن ينفع بكلامه وأن يلهمه رشده، فإنه لو شاء الله عز وجل ما استطاع أن يواصل، ولو شاء الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى لخانته العبارة، أو أتى بعبارة ربما تورطه وتورط الناس، أو أتى بعبارة خاطئة تخالف الدين، أو أتى بعبارة لا تصلح أن تعرض، فعليه أن يسأل الله السداد والثبات، فإن من سدده الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى سُدد، ومن خذله الله فهو المخذول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015