الداعية يتألف الناس

أيضاً مما ينبغي على الداعية أن يتألف الناس بالنفع، فيقدم لهم نفعاً، فليس مهمة الداعية فقط أن يلقي عليهم الخطب والتنبيهات والمواعظ، لكن يفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يتألفهم مرة بالهدية، ومرةً بالزيارة، ولا بأس بالدعوة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الناس وتألفهم وأعطاهم وأهدى لهم، بل كان يعطي الواحد مائة ناقة، وكان يأخذ الثياب الجديدة ويسلمها للناس، ويأخذ الإنسان ويعانقه ويجلسه مكانه، فكان يقدم الخير للناس، فهذا من التألف وهو من المحمدة، حتى إني أرشح أن من عنده رأس مال أن يتألف به الناس، وأن يدعو إلى سبيل الله عز وجل، ويا ليت أن هناك صندوقاً لتأليف كثير من الناس وردهم إلى الله عز وجل، مثل تأليف كثير من الشباب العصاة، فإذا رأيت الشاب عاصياً، وعلمت أنه لا يستطيع الزواج، ودفعت له المهر، أو شيئاً من المهر وقلت له: بشرط أن تصلي صلاة الجماعة، وأن تعود إلى الله وتتوب، فكم تساوي هذه؟ أو أن تتألف إنساناً تراه مثلاً: مدمناً على المخدرات، بشيءٍ من المال بشرط أن يتركها وأن يجتنبها، أو أن تتألف إنساناً لا يصلي في المسجد، بتقديم شيءٍ من النفع له، وبإهدائه شيئاً من المال، ولو سيارة، فإنا رأينا أن بعض الناس ممن أجادوا بعض الفنون الدنيوية أو بعض الأمور التي هي لهو ولعب، سلمت لهم بعض السيارات والشيكات والهدايا، مع العلم أنها زيادة في الضياع واللهو واللغو، فأين هذه المشاريع لا تطرح للدعاة ولطلبة العلم؟!

ومنها: ألا ييأس من المدعوين بسبب بعض معاصيهم، فتعايش الشاب وتعايش العاصي، أو تعايش المنحرف وتعلم أنه في يومٍ من الأيام إن شاء الله سوف يكون في رصيد الدعوة، وسوف يكون من أولياء الله، ولا تيأس، وعليك أن تتدرج معه، وأن تأخذه رويداً، وألا تجابهه وألا تقاطعه، بل تحلم عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015