جاء عند البخاري من حديث أبي هريرة قال: {قلت: من أسعد الناس بحسن شفاعتك يوم القيامة يا رسول الله} ومعني الحديث: يقول: يا رسول الله! من هو السعيد بحسن شفاعتكم؟
وجاء أيضاً في حديثٍ حسن أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: {شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي} والظاهر أن الله عز وجل -كما نطق بذلك القرآن- يغفر لهم باجتنابهم الكبائر، ففي سورة النساء قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً} [النساء:31] وقد جعل شيخ الإسلام المكفرات للكبائر عشر مكفرات وقد ترد إلى سبع:
منها: المصائب التي يبتلي الله بها العبد.
ومنها: الحسنات الماحية.
ومنها: ما يصيب المؤمن عند سكرات الموت.
ومنها: ما يبتلى به المؤمن في القبر من سؤال منكر ونكير، وهي الفتنة الفتانة.
ومنها: شفاعة سيد الخلق -عليه الصلاة والسلام-.
ومنها: دعاء المؤمنين له.
ومنها: رحمة أرحم الراحمين.
يقول ابن تيمية بعد أن ذكر هذه العشر المكفرات: "ولا يفوت عن هذه العشر المكفرات إلا شارد عن الله عز وجل كما يشرد البعير عن أهله"، والذي لا يريد أن يتوب، ولا يريد أن يُكفر عن سيئاته، لا يمكن أن يحصل له شيء.
قال: {من أسعد الناس بحسن شفاعتك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال: لقد ظننت ألا يسألني أحد قبلك يا أبا هريرة -لما رأيت من حرصك على الحديث- أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه}.
كيف يكون مخلصاً من قلبه؟
قالوا: من عمل بمقتضى لا إله إلا الله، هذا هو المخلص من قلبه، ولذا فإننا نجد بعض الناس يقول: لا إله إلا الله، لكن عمله في واد ولا إله إلا الله في وادٍ آخر.