منهم من تستطيع أن تؤثر فيه فخالطه، واستعن بالله واتق الله فيه، فالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكبر من خالط جلساء السوء، خالط المشركين والمنافقين واليهود والنصارى، ولكنه كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مؤثراً لا متأثراً.
وجليس إذا خالطته أثر فيك، فاهرب منه، وفر منه فرارك من الأسد، لأن بعض الناس قوي الشخصية ولو كان ضالاً، إذا دخلت معه في المجلس استولى على الحديث وتكلم، وأخذ الوقت في محاضرة؛ فلا تستطيع أن تتكلم معه بكلمة، يقودك وأنت لا تقوده، يوجهك وأنت لا توجهه، ففر منه؛ لأنه لا قدرة لك عليه، والناس منهم -كما يقولون- مائي وهوائي وسمائي، إلى أقسام كثيرة تدخل في علم النفس لا ندخل فيها.
فمن الناس من يكون هوائياً تأخذه الريح يمنة ويسرة، ومائي ينداح في اليد، وسمائي روحه متألقة، وشفافة لا تطغى عليها الأرض، وهذه فطر فطر الله الناس عليها.