إذاً فما هو علاج الشهوات؟
ذكر الله عز وجل في القرآن علاج الشبهات باليقين، وذكر علاج الشهوات بالصبر، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24] قال أهل العلم: صبروا عن الشهوات، وتيقنوا عند الشبهات، فنصرهم الله وجعلهم أئمة، فمن لم يصبر عند الشهوة فليس بإمام ولن يكون إماماً، وليس بمهتد، ومن لم يتيقن عند الشبهة فليس بإمام ولن يكون مهتدياً.
إذاً: فمرض الشبهة يعالج باليقين، ومرض الشهوة يعالج بالصبر: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل:127].
قال الإمام أحمد: ما رأيت كالصبر، تدبرت القرآن فوجدت فيه تسعين موضعاً يتحدث عن الصبر.
فالله الله يا شباب الإسلام في الصبر، فهو علاج الشهوات!
علاج الشهوات: أولها الصبر، أن تصبر عن محارم الله، يقول حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله:
وعن محارم الإله فاصبر واستعن بالله وإياه اشكر
ولتك بالخوف وبالرجا ولا تيئس وللنفس فجاهد عجلا
وإن فعلت سيئاً فاستغفر وتب إلى الله بداراً يغفر
وإنما الأعمال بالخواتم لا تحتقر شيئاً من المآثم
إلى آخر ما قال في علاج الشبهة وعلاج الشهوة، هذا أمر.
واعلموا بارك الله فيكم أنه لا يتأتى العلاج إلا بأمور:
أولاً: كما يقول ابن تيمية: إصلاح الصلوات الخمس ظاهراً وباطناً، فإن من أحسن خضوعها وخشوعها، وأحضر قلبه فيها، واستحضر عظمة الله وهو يصلي، وحافظ على أوقاتها عصمه الله من الشهوات، وما طفح نظر من نظر إلى الحرام وإلى المحرمات إلا لأنه أساء في الصلاة، وما استمع من استمع إلى الغناء إلا لأنه أساء في الصلاة، وما نظر من نظر إلى المجلة الخليعة إلا لأنه أساء في الصلاة، فهذا مرض وقد سلف علاجه.