الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
أمَّا بَعْد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
عنوان هذه المحاضرة: (صفات المرأة المسلمة) كيف تكون مسلمة؟
وكيف تكون مؤمنة وعابدة؟
تلكم القضايا هي التي يجاب عنها في هذا الدرس وغيرها.
واخترت هذا الموضوع لثلاثة أسباب:
أولها: لكثرة الفتن التي طمَّت وعمَّت ومدخلها النساء، وقد حذر منهن عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح فقال: {اتقوا الدنيا واتقوا النساء}.
ثانيها: تقصيرنا كدعاة وعلماء وطلبة علم في جانب المرأة.
ثالثها: لعل الله أن ينفع بهذا الشريط لمن أدخله بيته أو سمعه أو أهداه.
إذا عُلِم ذلك فقد قال عليه الصلاة والسلام لـ فاطمة في أول أيام الدعوة {يا فاطمة! أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك من الله شيئاً} وأنا أقول لكل امرأة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر: أنقذي نفسك من النار فإنا لا نملك لك من الله شيئاً، وقبل أن أبدأ بعناصر هذا الدرس التي هي عشر قضايا وأصول لا بد أن تفهمها المرأة، معلمة، ومربية، وشابة، ولازمة بيتها؛ لتكون مؤمنة بالله، يرضى الله عنها في الدنيا والآخرة، وإن لم تفعل ذلك فلتعلم أنها سوف تخسر عرضها ودينها ومستقبلها ودنياها وأخراها.
قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: {عُرِضت عليَّ النار، فإذا أكثر أهلها النساء.
قالت امرأة: يا رسول الله! ما بال النساء؟ قال: يكفرن.
قيل: يكفرن بالله؟! قال: يكفرن العشير، ويكثرن اللعن} يكفرن العشير أي: الزوج، ينكرن معروفه، وينسين جميله، قال: {لو أحسنتَ إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك معروفاً قط أو خيراً قط} وقال عليه الصلاة والسلام: {اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أكثر فتنة بني إسرائيل في النساء} حديث صحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: {أخوف ما أخاف على أمتي النساء} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.