Q أريد منكم أن تعرفوا لنا المبتدع، وهل الأشاعرة من المبتدعة؟ وكيف نعامل المبتدعة؟ وهل تقبل توبة المبتدع؟
صلى الله عليه وسلم المبتدع يعرفه صلى الله عليه وسلم، كما عند مسلم من حديث عائشة: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} فمن أتى بشيء من المعتقدات، في الأقوال، أو في الأفعال لم يأتِ به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت بالكتاب والسنة؛ فهو مبتدع.
والمبتدعة أصناف ودرجات:
فمنها بدعة مكفرة، ومنها بدعة مفسقة.
ومن أحسن من تكلم عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، في المجلد الأول، والمجلد الرابع من الفتاوى، وعرض لهم في بعض المجلدات الأخرى.
وأما الأشاعرة فهم بالنسبة لـ أهل السنة هم من المبتدعة، بلا شك، بل من العجيب أن الذي سجن شيخ الإسلام ابن تيمية هم الأشاعرة، سجنوه في الإسكندرية، آل ابن مخلوف وآل السبكي هؤلاء أشاعرة شوافع، فهم من المبتدعة بلا شك, وبالخصوص في الأسماء والصفات، قد يشتركون مع أهل السنة في بعض المسائل ويوافقونهم فيها، لكنهم إجمالاً خالفوا أهل السنة في المعتقد؛ لأن معتقد السلف إقرار الأسماء والصفات لله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى كما جاءت من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، والأشاعرة ما أفلحوا في ذلك، وهم قسمان:
أشاعرة أهل الرأي، وأهل المنطق والكلام كـ الرازي ومن لف لفه؛ وهؤلاء قدموا العقل على النقل، ورد عليهم ابن تيمية في كتاب درء تعارض العقل والنقل فأتى بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم.
وبعض أهل الحديث والأثر يريدون التنزيه لكنهم أخطئوا فيما قالوه، ومنهم ابن حجر وهو صاحب فتح الباري المشهور، وتجده مرة يسكت على معتقد السلف ولا يعلق، ومرة يؤول مع الأشاعرة، ومرة يتلعثم عند أهل السنة:
يومٌ يمانٍ إذا لاقيت ذا يمنٍ وإن لقيت معدياً فعدنان
فإما أن تكون أخي بصدقٍ فأعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطَّرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني
فإني لو تخالفني شمالي ببغض ما وصلت بها يميني
إذاً لقطعتها ولقلت بيني كذلك أجتوي من يجتويني
لكن بالعدل نقول: الأشاعرة في الإسلام أقرب المبتدعة إلى أهل السنة فالمبتدعة درجات: أقربهم الأشاعرة ثم المعتزلة ثم الجهمية؛ الجهمية هؤلاء في درجة الزنادقة، بل كثير من أهل العلم قالوا: إنهم ملاحدة، لأن معنى أقوالهم أنهم ينفون وجود الله.
والمعتزلة قدموا العقل على النقل، وقدموا آراءهم، ونفوا الصفات جملةً وتفصيلاً.
أما الأشاعرة فتجد فيهم أئمة، فإن ابن الأثير نسب إليهم، والنووي وأبو الحسن الذي رجع فيما بعد عن معتقده، بل قال ابن تيمية: أبو الحسن الأشعري خيرٌ في المعتقد من ابن حزم الظاهري؛ صاحب المحلى وابن حزم محسوب على أهل السنة على كل حال.
لكني أقول: العدل أنهم أقرب الطوائف، ولكنهم على كل حال مبتدعة.
فلا بد أن يقروا بما أقرت به القرون الثلاثة الفاضلة المفضلة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم، فإذا لم يفعلوا ذلك فبقية بدعتهم عليهم، والله أعلم.