أبو دُلامَهَ من الجبناء

قال أبو جعفر المنصور: أين أبو دلامة؟ وهو رجل مزاح فكاهي، ليس من سادات المعارك فللميادين أبطال، وللأقلام أبطال، وللمنابر أبطال، فـ أبو دلامة مضحك للخليفة فقط، ويوم بدت الدشرة في مسيرة الأمة كان الخلفاء رقاصين ومروجين ومهرجين ومطبلين ومزمرين، وتأخر العلماء والدعاة، وأهل الفكر ورواد النهضة الإسلامية؛ لأنهم يفسحون المجال للمهرجين والسمار واللاعبين، فـ أبو دلامة لما أتت المعركة قال الخليفة: أين أبو دلامة؟ قال: حاضر.

قال: اخرج بارز ذاك الفارس.

قال: تعلم أني لست للمبارزة.

قال: عزمت عليك أن تبارزه.

فخرج فلما قرب من الفارس وضع سيفه وقال للفارس: والله إنك تعلم أني أكره الموت على فراشي فكيف تقتلني هنا؟ فضحك أبو جعفر وضحك الناس، وعاد أبو دلامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015