وأعظم الشجاعة خوف الله، والخائفون من الله هم أشجع الناس، وهم الذين يؤدون أوامر الله عز وجل ويجتنبون نواهيه، كما قال الأول:
ليس الشجاع الذي يحمي فريسته عند القتال ونار الحرب تشتعل
لكن من رد طرفاً أو ثنى وطراً عن الحرام فذاك الفارس البطل
فأشجع الناس من راعى مابينه وبين الله، ورد نفسه عن الحرام، وكسرها وقت الغضب ووقت الشهوة ووقف عند الحدود، هذا هو الشجاع المحفوظ بحفظ الله عزوجل الذي ينتصر، ولذلك قال بعضهم: لا ينتصر العبد في المعركة حتى ينتصر في نفسه على الشهوات والمعاصي والمخالفات.