Q هنا رسالة من شابّة فتاة تقول: "صرخة محزونة" أرسلت هذه الرسالة بعد صلاة العصر, تقول: آه آه يا شيخي الكريم، هذه رسالة غيورة إي وربي, إنها صرخة غيورة أحب أن ألقي صرختي إلى والدي وإلى كل والد من أمثاله، إنني بلسانك الذي يهتف دائماً بالحب والنصح أريدك أن توجه هذه اللوعة وهذه العبرة وهذه الحرقة وهذا الفيض الغزير إلى والدي وأمثاله من الآباء، إنني أشكو والدي إلى الله في كل يوم وليلة, إن هذا الأب لا يصلح أن يكون أباً، إنه يتجول من مدينة إلى مدينه ومن دولة إلى دولة ويتركنا ويترك والدتي المسكينة تعاني آلاماً عظاماً ومصائب جساماً, وهي تحاول رعاية إخواني وأخواتي الذين ضيعهم والدي, يأتي لهم بالفديو والمعاصي التي انقطعت رحمة الله من بيتنا بسببها، آهٍ آهٍ آهٍ إنك لا تعلم يا شيخي مدى حرقتي, لا تعلم كيف تعيش والدتي المحزونة دائماً، إن والدي هو السبب, يا شيخ! كثير هم أمثال والدي, كم سجن إخواني, كم فعلوا من الفواحش بأنواعها ووالدي غائب عنا, ضحى بنا وكنا ضحية لما فعل بنا, وما رعانا حق الرعاية التي أمر الله بها، يبقى مع والدتي حتى تنجب طفلاً ثم يذهب ويعود ليقضي وطره والله أعلم ما هي حياته هو, ويزيد الحزن عمقاً واللوعة والحرقة شدة عندما أحدثك عن أخواتي العوانس اللواتي لم يرض والدي أن يزوجهن, وقد تقدم لهن رجال أخيار صالحون ولكن رفض, وحياتهن الآن في جحيم قتل شبابهن وفتوتهن، كلنا يا شيخ فاشلون في الدراسة، هل تتوقع أن والداً يرسل ولده إلى الخارج يعبث بحياته هناك، إن والدي الذي أشكوه إلى الله صباح مساء، والدي ذو مال كثير, ولو أراد أن يملك ربع أبها لملكها, ولكننا والله اليومين والثلاثة لا نتناول إلا الماء والخبز القليل جداً, إن لسان حالي وحال والدتي وحال كل ابنة من أمثالنا يقولون لوالدهم حرمك الله الجنة يوم حرمتنا لذة الإيمان والاطمئنان, وحرمك الله الجنة يوم حرمتنا حياة الخير والسعادة، إن جيراننا ملتزمون بأمر الله مستقيمون نغبطهم على ذلك.
آهٍ آهٍ آه الكلام حول صرختي يطول جداً, ولكن دموعي لن تدعني أكمل بقية حياتنا, فأسألك بالله يا شيخ أن تعلنها من على منبرك عسى والدي أن يسمع الشريط أو أي والد من أمثاله, وعسى أن يكثر عنده النصح والتهديد والتوبيخ والتذكير بالله, وعساه أن يخاف الله وأن يعود إلى أهله وزوجته وأطفاله وأن يتقي الله فينا.