ذكر ابن كثير والذهبي أن خالد بن الوليد رضي الله عنه ذهب إلى أرض الروم يقاتل، فقال له قائد الروم: يا خالد! إن رسولكم -عليه الصلاة والسلام- يخبركم أنكم إذا توكلتم على الله لا يضركم شيء، وهذا يا خالد! سمٌ زعاف في قارورة، جمعناه شهراً كاملاً، فإن كنت صادقاً فاشربه ولا يضرك شيئاً، فأتى خالد فكشف القارورة، وأزال غطاءها، وقال: [[بسم الله، توكلت على الله، حسبي الله، لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم]] فشربها كلها فما أصابه شيء.
يقول ابن تيمية: هذا وأمثاله تأييد للحق ورفعٌ لـ (لإله إلا الله) فكان في سبيل الله؛ لأنه خالد بن الوليد صاحب الكتاب والسنة، 1000028>خالد الذي غزا في سبيل الله مائة معركة، تكسرت في يده تسعة أسياف لأنه ينصر دين الله.
تسعون معركة مرت محجلة من بعد عشر بنان الفتح يحصيها
وخالد في سبيل الله مشعلها وخالد في سبيل الله مذكيها
ما نازل الفرس إلا خاب نازلهم ولا رمى الروم إلا طاش راميها
أما المشعوذون والسحرة والكهنة، فحدهم السيف: {حد الساحر ضربة بالسيف} وهذا الحديث تكلم فيه، ولكنه حسن، وهذا معلوم لولاة الأمور وأهل التنفيذ أنهم إذا ظفروا بساحر يتقربون إلى الله بدمه؛ لأن بعض الناس يتقرب إلى الله بدماء المبتدعة والسحرة والمشعوذين.
ولذلك ابن القيم يتفنن في مقطوعة له في مثل هؤلاء، فـ الجعد بن درهم، هذا الظالم العميل، المبتدع، الخرافي، الساحر، المشعوذ، أتى به خالد بن عبد الله القسري يوم عيد الأضحى، وقد كان خالد بن عبد الله القسري والي العراق، فخطب الناس، فقال: أيها الناس! ضحوا تقبل الله منكم فإني مضحٍ بـ الجعد بن درهم، فنزل فأخذ خنجره، وبرك على صدر الجعد بن درهم، وذبحه مستقبلاً به القبلة، وهذا يكفي عن سبعة.
قال ابن القيم:
ولأجل ذا ضحى بـ جعد خالد الـ ـقسري يوم ذبائح القربان
إذا قال إبراهيم ليس خليله كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك من أخي قربان
من أراد أن يتقرب فليقرب بمثله، فهؤلاء السحرة من ظفر بأحد منهم فليرفعه إلى الجهات، وحكمهم السيف، وهم ملعونون في الكتب، وعلى ألسنة الرسل، وهم أعداء الرسالات الخالدة، ومن وصلهم وصدقهم فقد كفر بالقرآن، وكفر بالسنة، ولا تنفعه صلاته ولا صيامه، ولا حجه، ولا عمرته، وهو ضالٌ مضل.
وقد رأيت أشخاصاً حدثوني، أنهم ذهبوا إلى ساحرة مشعوذة، فوصفوا لها جفاف البئر، فوصفت لهم من أين يحفرون، وهي ما حضرت، وما رأت، وما سمعت، وهي في بيتها، فعليها لعنة الله.
وأحدهم ذهب بابنه إلى مشعوذ كاهن ساحر، فوصف له داءه، فقرأ عليه ورقاه، وأراني هذه الأوراق، فإذا فيها طلاسم وخطوط، فتشافى الابن ابتلاءً من الله، فلعنة الله على الذاهب والماضي إلا أن يتوب.
فعلموا أهلكم وجيرانكم ومجتمعكم، وإلا فالأمة سوف تذهب مع السحرة والمشعوذة والكهنة، وسوف يسحتها الله بعذاب من عنده، وتفتري على الله، وتكون أمة فاشلة منهزمة مشركة، نعوذ بالله من الخذلان والحرمان.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.