الأمر الحادي عشر: كثرة أفراد الأسرة على العائل الواحد، فإن كثيراً من الناس رزقه الله أبناءً كثر، وأنا أعرف رجلاً عنده زوجتان ومعه أربعة عشر طفلاً، وراتبه ألف وأربعمائة ريال، وعليه ديون عظيمة ويسكن في بيت شعبي في ضاحية من ضواحي أبها , معه سيارة هايلوكس يذهب الصباح فيوصل بناته وأبناءه, فلا بد أن يربي أربعة عشر طفلاً وزوجتين, وحقوق الضيوف، وحقوق البيت، ومتطلبات الحياة وضرورات العصر، فمثل هذا دائماً يقول: ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟ وبعض الناس يلوموننا إذا طلبنا من الناس أن يتصدقوا عليهم, ويقول: لا تشحذوا في المسجد.
وما علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب على المنبر, وأمر أصحابه أن يطلبوا وقال: {اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء} وبعض الناس لا يجد منافذ, ولا يعرف الفقراء ولا المحتاجين وإنما يعرفهم الذين يخالطونهم.
فمثل هؤلاء الفقراء يضربهم الفقر والجوع؛ لكثرة أطفالهم ومستلزماتهم, خاصة الآن في كثير من المدارس -مدارس البنين والبنات- تفرض على الطلاب أمور منها أن يكون الزي في بعض المناسبات خاصاً، وأن يشتري بعض الثياب والغتر والجزمات, ومدارس البنات تطلب -مثلاً- زياً خاصاً وتفرض عليهن موديلاً خاصاً, ودفاتر وشناط وحقائب, فيبقى في ديون.