أتى رجل إلى محمد بن واسع، فأخذ ينتقد عباد الله ويغتابهم، فقال محمد بن واسع: أما ذكرت إذا لففت في الأكفان؟ أما ذكرت إذا وضعت على الخشب وغسلت بالماء بعد الموت؟ أما ذكرت إذا وضع القطن على عينيك وفي فمك؟ قال: نعم ذكرت قال: اتق الله في أعراض المسلمين.
عرض المسلم أمره عظيم، يوم أن يجلس المسلم فينسى الله وموعوده ويتحدث عن أعراض المسلمين بالهوى، ويسب ويشتم استجابة للهوى، ولقد عرفنا وعلمنا واستقرأنا، وعرفتم وعلمتم واستقرأتم، أن من الناس من يسب غيره وهو يعلم أنه أتقى لله منه وأزهد منه، لكنه يعتدي عليه لأسباب دنيوية، إما لأنه ما وافقه في مشربه وهواه وطريقته وأسلوبه، أو لأنه خالفه في قضية، أو لأنه اعتلى عليه في بعض الأمور النفعية الكسبية في الدنيا.
فيا أيها المسلمون: الله الله في حفظ اللسان
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً لقوم فقل: ياعين للناس أعين