Q فضيلة الشيخ! ما رأيكم في بعض الشباب -أسأل الله لهم ولي الهداية- ممن يبالغ بعضهم في تقصير ثيابه أكثر من اللازم، حتى إذا ركع في الصلاة وجدتَ الثوب يرتفع فوق أو قرب ركبته، فهل في هذه المناسبة من كلمة؟
صلى الله عليه وسلم مثل هذه الصور التي تقع في الناس تُعالَج من أهل العلم ومن طلبة العلم بالتي هي أحسن، وليس هناك مبرر لأعداء الله عز وجل من العلمانيين وأمثالهم أن يتعدو على شباب الصحوة والاستقامة بمثل هذه التعليقات السخيفة، ويتعرضوا لهم، ودائماً أكرر قول الأول:
ولو أني بليت بهاشمي خئولته بنو عبد المدان
لهان علي ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
هؤلاء الشباب ليسو مروجي مخدرات، ولا مسئولين عن بيوت الدعارة، ولاتزلجوا على الثلج، ولا باعوا قيمهم في سوق النخاسة، ولا باعوا مبادئهم، إنما هم أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، يريدون الحرص على اتباع سنته، هؤلاء الشباب قدموا رءوسهم تحت الدبابات في أفغانستان.
جيوش أعزتها بلاد محمد فما عذرها ألا تعز محمدا
ولكن قد يقع التقصير من سوء فهم، أو عدم معرفة تطبيق السنة، فيُفَهَّم هؤلاء بالتي هي أحسن.
صحيحٌ أنني قد سئلتُ في محاضرة سابقة عن الثياب التي إلى الركبة، فقلت: هذه فنائل، وأنا أتكلم عن الثياب، أما الفنائل العلاقية فأنا لم أتحدث عنها.
ولكن على كل حال وما أعرفه أنه إلى الركبة ففيه إجحاف، وبهذه تبدو العورة وقد ثبت عند أحمد في المسند أنه: تحت الركبة بأربع أصابع؛ لكن أرى أن هذا في الإزار، والإزار غير الثوب، الإزار عند السلف مثل الشرشف، أو مثل لفافة من قماش يُلف به الإنسان، ولو لم ترفعه ما استطعت أن تمشي خطوة، أما الثياب فإنك إذا رفعت أكثر؛ شاهَ منظرُك، وأنا أقول: إنه ليس الضابط أن يشُوْهَ منظرُك أو لا، إنما الضابط هو السنة، فالإزار يمكن أن يتحمل إلى تحت الركبة، كالإحرام في الحج إلى تحت الركبة بأربعة أصابع، أما أن تجعل الثوب إلى تحت الركبة بأربعة أصابع فإنه منظر مؤذٍ وقد يعرض الشباب وطلبة العلم للإيذاء والسخرية والاستهزاء من المنافقين، والله حدد من نصف الساق إلى فوق الكعب، وما فوق الكعب كذلك ما زال في السنة، ومجاله واسع، هذا ما لزم في هذه المسألة، والله يعيننا وإياكم، ويهدينا وإياكم سواء السبيل.