شرع محمد صلى الله عليه وسلم هو شرع الستر والجمال والعفاف إن من تقدير المرأة أن تتحجب، وأن تتوقر، وأن تكون عفيفة لتكون محبوبةً إلى القلوب، فوالله إن الفجرة لا يحبون الفاجرة، وإن الناس لا يميلون إلا إلى العفيفة المحجبة المجلببة التي تريد ستر الله عز وجل.
وباختصار فهم يريدون من تحرير المرأة أن تصبح مغنية، وفي مجلة سيدتهم تقول: المرأة السعودية أصبحت مذيعة، وذكرت لنا قصة بإمكانكم مراجعة تلك القصة في المجلة ومعناه: أنه يجب علينا أن ننتج للناس مطربين ومطربات.
ويا للعجب نحن لم ننتج طياراً، ولا مكتشفاً، ولا مخترعاً، ولم يسمع الناس أننا أنتجنا آلة تنفع الناس، وما اكتشفنا كهرباء ولا طائرة ولا صاروخاً، ولا ثلاجة ولا برادة، لكن اكتشفنا في مجتمعنا مذيعة تعرض خدها للجماهير، وتتكلم بصوتها الرقيق، وتغضب الله ورسوله والمؤمنين صباح مساء، وتعلن الحرب على الإسلام، وعلى المسجد والمصحف.
وكم تتمعر الوجوه بالألوف المؤلفة من هذا الشعب المسلم إذا رأى هذه المرأة المسلمة خرجت من بيت مسلم متحجب وهي تعرض جمالها، وشعرها الفاتن، وسحر عينيها وشفتيها، وتتكلم برقة، والله عز وجل يأمرها أن تستتر، ويأمرها أن تتحجب، وأن تكون درةً مصونة، وشمساً في غمام، كم يتحدى شعور المسلمين، وكم هي والله اللوعة والأسى، وكم هي المصيبة: أن نرى من بناتنا من أمثال أولئك.
ثم تذكر لنا المجلة عن أفنان، وهي اسم لفتاة سعودية أصبحت مضيفة في الطيران، والخبر هناك، ومن أراد أن يعود فليعد، أو يستمع شريط (الفتاة السعودية والعلمانيون) وهو بالعدد والتاريخ، وتعرض المجلة هذه الفتاة المسماة أفنان وكأنها حررت القدس، أو كأنها أتت بشيءٍ عجيب للأمة.
والعلمانيون يريدون من المرأة صراحةً أن تكون كالمرأة في أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وأن تشارك في الجيش، وتكون جندية مرور، والأمريكان لم يزجوا المرأة في الجيش كما تعلمن إلا بعد الحرب العالمية الثانية، بعد ما قتل الرجال، وأبيد كثير من الرجال، زجوا بالمرأة لتشارك في الجيش، والله خلقها لوظيفة أخرى، والله أعلم بحال المرأة وبضعفها، وبرقتها وبحنوها وعطفها، ما كان لها أن تمتطي الدبابة، وأن تركب الزورق في البحر، وأن تطلق الصاروخ:
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول
هكذا يقول عمر بن أبي ربيعة، وهو مبدأٌ يقره الإسلام، فلها وظيفة، وللرجل وظيفة، والله هو الذي خلقها فهو أعلم سُبحَانَهُ وَتَعَالَى وأكرم، ويريدون من المرأة أن تكون عارضة أزياء.
كنا نمر في شوارع لوس أنجلوس وتكساس ودنفر ووانديانا، وإذا على الصابون صورة فتاة، وكذلك الببسي والميرندا، والمجلات، والسيارات، فيعرضون هذه المرأة لتباع السيارة، ولتباع العملة، وليباع هذا الغرض، فأصبحت المرأة من المهانة بهذه المكانة، ولا أنسى والله مهانة المرأة هناك، وهي تعرض للرجال، وتتبسم لتجري له السلعة، ولتباع لها.
أهذا حظ المرأة من الحياة أن تعرض نفسها لكل فاجرٍ وفاسقٍ ومجرم؟ أهذا نصيبها من التقدم والتطور؟! وقد صدق الله حين قال: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم:7] وقال: {بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل:66].