المسألة الثامنة وهي ختام هذا المجلس، الأدب في دعوة الناس، وقد كان في الحلقة الأولى (آداب تربوية) التركيز على هذه المسألة أكثر، ذلك أن الشاب الذي تربيه مخاطب بالدعوة إلى الله، وبإمكانه أن يكون داعية، لكن لابد من التنبيه على أن هناك فرق بين الداعية والمفتي، فبإمكانك أن تكون داعية، ولا تكون مفتياً، لأن مفهوم الداعية يصل إلى درجة من عنده آية أو حديث، فيدعو إلى هذه الآية والحديث، أما المفتي فلا يفتي حتى يتمكن من علمه، ويعرف أدلته.
إذاً فكلنا دعاة، والمفتون عندنا قليل، والدعوة أشرف، إذ هي منزلة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والرجل في الجندية وفي العسكرية، والتجارة، والفلاحة، والهندسة، والطب، وفي الخطوط يكون داعية، لكن لا يكون مفتياً، وعليه فلا بد أن توجه هذا الشاب إلى الدعوة وتبين له آدابها وتحثه على التزامها: {لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم}.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.